عقد اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين اليوم السبت بمناسبة الذكرى 51 لاستشهاد الرئيس الشهيد وصفي التل – محاضرة توثيقية نوعية- تحت عنوان – التوثيق واعادة تأهيل العقل العربي وثائق وصفي التل – والتي قدمها مدير عام مركز التوثيق الملكي الاردني الهاشمي الاسبق رئيس مركز عمان والخليج للدراسات الاستراتيجية د. محمد عيسى العدوان بحضور اعضاء الاتحاد ونخبة من المفكرين والادباء والكتاب الاردنيين واعضاء الهيئة الادارية للاتحاد برئاسة سعادة الشاعر عليان العدوان وادار الجلسة الشاعر الاستاذ عبد الرحمن المبيضين .
حيث قدم العدوان المحاضرة التي بين انه لم يأتي للحديث عن اعمال وصفي التل ولا عن شخصية وصفي ولا عن ما كتب عن وصفي انه اليوم يقدم ما كتبه وصفي في وثائق متخصصة بموضوع ادارة العقل العربي من خلال ما تظهره هذه الوثائق التي حصلت عليها وبما تحتويه من معلومات وما تقدمه من فكر كان يقدمه وصفي في فهمه للقضايا العربية وعلى رائسها قضية فلسطين.
حيث قدم الباحث الموثق الاستاذ محمد العدوان التحليل التوثيقي لوثائق وصفي التل التي تحدث فيها عن الفهم العميق للأمير عبد الله الاول ولوصفي التل في ما يخص مفاهيم إدارة القوة، وامكانيات الصهيونية العالمية ذلك الوعي الذي جعلهم يدركون حجم التغلغل الصهيوني في الجسد والفكر الأوروبي أولاً، ثم العربي ثانياً في ظل الانتداب، والقرار الأممي بأنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين تحديداً ضمن مفهوم التزاوج المصلحي الغربي فكان التركيز الدائم منهم على اعادة تأهيل العقل العربي بعيدا عن العواطف والدجل .
هل كان لإدراك بعض الشخصيات العربية ومن خلال العقل العربي الواعي لكل ما تقدمه حكومات بعض الدول الغربية من دعم وايمان مطلق بضرورة دعم اليهود وإخراجهم من أوروبا ليكونوا رأس الحربة الجديد للغرب في المنطقة العربية من خلال اقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وذلك استناداً للتوافق الفكري والعقائدي الذي جمع ما بين إدارة الاستعمار الجديد للعالم العربي والصهيونية المتغلغلة في دوائر صنع القرار العالمي خصوصا بعد انتهاء المسالة الشرقية ومخرجات وثيقة كامبل 1907، وما ترسخ من عقائد ومفاهيم الفكر اللاهوتي الديني في الغربي المتصهين ، الذين عقدوا العزم على إقامة دولة يهودية في الأرض العربية ، وعلى مقربة من الكنيسة التي ولد بها السيد المسيح، وأن يعملوا من خلال التنسيق السياسي على إمساك العصى من المنتصف لخلق عداء (إسلامي / يهودي) لم يكن معروفا من قبل ليصبح عداءً دينياً تاريخياً يفضي دائماً إلى الاحتكام للغرب لحّلَه، والذي يمهد بترسيخه لعدم وجود تنمية مستدامة في المنطقة العربية - وهو مبتغى العقل الغربي وادارة لعبة الامم ،«فهل سبق العقل العربي الواعي لوصفي التل بأفكاره وتحليله كل تلك الأفكار الواردة في كتاب (كوبلاند لعبة الأمم ) التي ناقشت ادارة السياسة والصراع بين العرب واليهود والمحادثات بينهم ومفاهيم ادارة الدولة ومرجعية الدول العظمى ومنظومة الحكم العربي ».
حيث تبين هذه الوثائق التي اعتمدت عليها في فهم العقل العربي لأهمية وخطورة التأثير الإعلامي الذي تم استخدامه في فترة التأسيس لإدارة العالم الجديد منذ العام 1845م ومخرجات مؤتمر لندن (لندرة) الذي ساهم في خلق و تشكيل و رسم سمعة الشخصيات العربية وشكل الحُكم عليها والذي ترسخ في العقل الباطن للمواطن العربي، الذي تستحضره الشعوب في حكمها حتى اليوم عليهم ، من حيث المساهمة بتقديمهم بشكل سيئ وتآمري، أو بشكل بطولي أسطوري وكذا تأثير اللاهوت الديني على العقل الغربي ، وهي كلها مذكورة في كتاب لعبة الأمم على أنها استراتيجية إعلامية حاذقة، وللأسف ما زال الإعلام في كثير من العالم العربي إلى يومنا هذا يمارس نفس تلك السياسة الاستراتيجية في اغتيال الشخصيات العربية أو تصعيد شخصيات أخرى عقيمة، والاهم هو كل ذلك الوعي والادراك الذي تمتعت به العديد من الشخصيات العربية ومنها وصفي التل في تحليله لإدارة عقل الدولة الاردنية اولاً والعربي ثانياً في التعامل مع قضايا المنطقة ، وقدرة الانسان العربي اذا ما توفرت له المعلومات المعرفية على استيعاب وفهم منظومة المؤامة بين مصالح الدول العظمى ورغائب الشعب بما يوفر لهم الحياة الكريمة . وكذلك اتقان وصفي التل بالذات لمخرجات مدرسة الملك عبد الله الاول,,, والتي اطلقت عليها مفهوم مدرسة « الواقعية الحالمة»، حيث كان وصفي التل كما الملك الحسين رحمهما الله أفضل من تخرج من هذه المدرسة.
وفي ختام المحاضرة دار نقاش من السادة الحضور حول العديد من الموضوعات التي قُدمت في المحاضرة ورد عليها الاستاذ العدوان بشكل توثيقي علمي وقد ابدا الجميع التأثر الشديد بما جاء في المحاضرة من معلومات توثيقية مهمة تؤكد رسوخ الدعم الاردني للقضية الفلسطينية واهمية الوصية الهاشمية الاردنية على القدس والمقدسات