ذهب القُراء في عدد حُروف سورة الفاتحة إلى قولين، الأول: إنّها تبلغ مئة وثلاثةَ عشر حرفاً، والثاني: إنها تبلُغ مئة وثلاثةٌ وعشرون حرفاً
وذهب الفُقهاء إلى أنّ في سورة الفاتحة دون البسملة إحدى عشر شدة، ولا بُد من الإتيان بها لصحة الصلاة، وتُعتبر الشدات من حُروفها
وبالنظر إلى سورة الفاتحة من جهة الحُروف تجد أن لها أسراراً كثيرة، منها: أن كلمات البسملة مع كلمات الفاتحة انتظمت في ستة وعشرين حرفاً من حروف الأبجدية، وقال ابن ميلق: "سقط من الفاتحة سبعة أحرف؛ ثج خز شظف".
أحكام متعلقة بقراءة حروف الفاتحة في الصلاة
توجد العديد من الأحكام المُتعلقة بقراءة حُروف الفاتحة في الصلاة، ومنها ما يأتي:
مُراعاة الشدات الأربعة عشر الموجودة في سورة الفاتحة مع البسملة، فلو خفف المُسلم العالم شداتها لم تصح قراءته للكلمة، وتبطُل صلاته إن غيّر المعنى، أو تعمد ذلك، وفي حال لم يتغير المعنى لم تبطُل صلاته ولا قراءته.
مُراعاة الإتيان بجميع حُروفها، فلو أسقط منها حرفاً وجب عليه إعادة الكلمة التي أُسقط الحرف منها وما بعدها قبل طول فصل وركوع، وإلا بطلُت الصلاة، كإبدال الظاء بحرف الضاد أو العكس.
عدد آيات سورة الفاتحة
تعددت أقوال العُلماء في عدد آيات سورة الفاتحة، وجاءت أقوالهم كما يأتي:
سبعُ آيات دون البسملة،[٧] فهي سبعُ آيات من غير البسملة، فالآية الأولى منها هي: (الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، والثانية: (الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ)، والثالثة: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، والرابعة: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، والخامسة: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)،[١٢] والسادسة: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)،والسابعة:(غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ).
تعددت أقوال العُلماء في مكان نُزول سورة الفاتحة، فقيل: نزلت بمكة، وقيل: نزلت بالمدينة، وقيل: نزلت مرتين، وقيل: نزل نصفها بمكة ونزل نصفها الآخر بالمدينة.
ولهاعدد من الأسماء فهي: الفاتحة، وفاتحة الكتاب، والصلاة، والشافيّة، والحمد، وأساس القُرآن، والوافية، وسميّت سورة الفاتحة بالسبع المثانيّ؛ لأنها تُثنى وتُكرر في كُل صلاة، أو لأنها تحتوي على الثناء على الله، أو لأنها نزلت مرتين.
كما أن من أسمائها القُرآن العظيم، والرقيّة؛ لأنّها من آيات الرقية الشرعية، وأُمّ القُرآن، وأُمّ الكِتاب، وسورة الحمد لله رب العالمين،ومن أهم فضائل سورة الفاتحة؛ أنّه لا تصح الصلاة بدونها.
وتناولت سورة الفاتحة عدداً من الموضوعات منها؛ تعليم العباد التبرك باسم الله الرحمن الرحيم في ابتداء أُمورهم، وتعليمهم شُكر المُنعم، والتوكل عليه في الرزق، وطلب الثبات والاستقامة منه.
ومُراقبة الله -تعالى- في جميع أحوالهم، وتعريفهم بخالقهم ومالكهم، كما أنها جمعت مقاصد القُرآن ومعانيه؛ كالعبادات، والعقائد، ومناهج الحياة، ودعت إلى الإيمان بالله واليوم الآخر، والدعوة إلى الجماعة.