وسط حضور مهيب من الادباء وعلماء اللغة والبيان والإعلام وعشاق اللغة العربية واعضاء الاتحاد بهيئتيه الادارية والعامة احتفل اتحاد الكتاب والادباء الأردنيين بيوم اللغة العربية أمس الثلاثاء حيث اقيمت في الجولة الاولى ندوة عن اللغة العربية بدأت بقراءات علمية عن أصول اللغة العربية من سعادة رئيس الاتحاد الأستاذ عليان العدوان مؤكداً على سعي الاتحاد دوما نحو الاهتمام بأي مناسبة ثقافية تعزز من الحفاظ على اللغة العربية وحفظها من الاندثار من خلال تهيئة أجواء ثقافية تحتضن الكاتب ونتاجه الادبي هذه الندوة التي قدمتها وشاركت بها الدكتورة أمل بورشك وبدأها الدكتور خلف القيسي بورقته المتعمقة ببيان جمالية خصائص اللغة العربية والذي اضاف إضاءات عن سحرها ومن ثم قدمت الدكتورة بورشك الدكتور هاشم مناع الذي حلّق في فضاءات بحثية لاهمية اللغة وأهم قضاياها المعاصرة والذي وظف ابياتا من الشعر لتبيان جماليات اللغة العربية بمفرداتها وتراكيبها.
ثم بدأت الجولة الشعرية الثانية من الاحتفالية حيث قدم السيد رئيس الاتحاد مدير الأمسية الأستاذ صائب القاضي ليعلو منصة التقديم ويقدم فرسان الجولة الثانية.
وكان اول فرسانها الشاعر الكبير الاستاذ بديع رباح الذي قدم قصيدته التي عبر فيها عن حبه للغة العربية، تلته عاشقة الضاد الفارسة الثانية الشاعرة ريما البرغوثي والتي امتعت الجمهور بقصيدتين عاموديتين مدحا وفخرا باللغة العربية، ثم قدم الأستاذ صائب القاضي الفارس الثالث الشاعر والمخرج التلفزيوني المبدع الأستاذ عدنان رحاحلة والذي تغزل بطريقته الفنية في اللغة العربية ثم تلاها بقصيدة رثاء لابن عمه شهيد الواجب النقيب غيث الرحاحلة، وجادت الفارسة الرابعة الأديبة فيلومين نصار بقراءة فلسفية في تحليل اللغة وتغنت بالعربية وعبرت فيها عن اعتزازها وتغنيها بلغتها الأم لغة الضاد، ثم ختم الاحتفالية الشاعر صائب القاضي بقصيدة عصماء بعنوان نحويات قيصرية تفنن فيها بالمدح والفخر واستخدم صنوف النحو والصرف والجناس والطباق والسجع والمفردات القوية التي عبرت عن مدى حبه وتعلقه باللغة العربية.
وقد تتلخص الاحتفالية الكبرى بانها مع كل المخزون اللغوي لدى الجميع منها نجدها تهجر بسبب الغزو الثقافي الفضائي للغات أخرى، فتجد ثغرات تكتب عند نقل الحكاية والتي قد تفتقر لروح اللغة العربية والتي تتطلب قراءة بعد قراءة وتعلما بعد تعلم مستندين لدرجة الوعي اللازمة للحفاظ عليها لدى مستخدميها، فهذه هي الوسيلة التي تنفذ إلى أعماق رأس القاريء، وقاريء اليوم محاط باختزال الكلمات وحسب قدرته على الاستيعاب ومدى المخزون الذي لديه من مفردات اللغة.
ومن هنا نؤكد على من يمتلك اللغة القويمة أن يحرص على احترام قدرات الآخرين فيحتضنهم دون الدخول إلى حلبة التصارع ليكون محبباً لها ومرغباً فيها ويحرص على عدم إقصاء الآخر المتحدث قدر الإمكان، وهذا قد يساهم في ترسيخ اللغة لدى الاخرين و لنعمل على سمو لغتنا العربية قدر المستطاع، فالأجواء مليئة بالمتهربين منها والعازفين عنها.
فلغتنا تواجه الفقد في كل يوم وتعاني من التغيير حتى ولو أن هناك الكثير من المؤسسات الحريصة على تعليمها والنهوض بها، وخاصة في زمن باتت اللغة العربية تكتب بالحروف اللاتينية وأرقامها، ومن كثرة تزمت البعض وقسوتهم على من يحب تعلمها يهربون إلى حروف لا تظهر أخطاءهم ولاتصطاد ضعفهم، فهذه اللغة التي وهبنا إياها الله وأنعم بها علينا وميزنا بها عن سائر الكائنات لابد أن نجدد تناقلها لنتطور من خلالها ونتحدث بها بكل أريحية رغم انشغالاتنا وتطلعاتنا الفكرية، فلا يمكن أن ننكر فرادة اللغة العربية وفي قدرتها على التعبير عما يجول بخاطر الانسان من مشاعر فياضة .