أنا نوّاح بالفعل ..وفي كل مقابلة أقول للجميع ( أنا رجل بكّاء ) ..دموعي تهرّ لوحدها عند أقل مشهد إنساني ..رغم أن منظر ( سحنتي ) يدلّ على خشونة لا تطمع بها النساء ..ومرّات كثيرة عندما أضبط نفسي متلبسًا بجريمة معاينة نفسي أمام المرايا ؛ لا أصدّق أن كل هذه ( الدفاشة ) يخرج منها كل هذا البكاء الذي يتحوّل إلى نواح بامتياز .
ولو امتلكتُ أن أشقّ ( الثوب ) أيضًا وأخرج منه لمّا وفّرتُ ذلك ..وقد فكرتُ بذلك فعليًّا ..ولكن يا ترى : كم ثوبًا سأحتاج في اليوم لـ ( أشقّه و أطلع منه ) ..؟؟!! ومن سيزودني بكل هذا الكمّ اليومي من الأثواب ..؟؟!! وكلّنا في بكاء الأمّة نساء ..!!
الأردن أبي ؛ و الدولة أمّي..!! وما تذمري إلا تذمّر طفل مُطيع ( تع وَلَا .. روح وَلَا..اقعد وَلَا ..اخرس وَلَا .. ) ..ولكنه مع كل إطاعة يتذمّر و هو ماشي ينفّذ ( وبعدين مع هالعيشة ..؟ ليش خلّفتوني ..وليش جبتوني ..؟؟) ..هذا في الأحوال الطبيعيّة ..فتخيّل عندما ينقطع عنه المصروف ..أتعلم ما هو المصروف لطفل صغير ..؟! هو كل دنياه ..أمّا لطفل كبير مثلي فإنه حاجاته الأساسية ..وحقّه في أن يفهم ما يجري حواليه ..!!
أنا طفل كبير ..لا أجيد التصفيق ..بل أجيد التقاط نواح الأردنيين ( الأطفال مثلي ) ولا أحب البكاء العام في الظلام ..والبكاء عندي حالة عامة ؛ على أُمّة ما زالت تهرب من ركنٍ إلى ركنٍ كي تجد ركنًا غير مُتنازَعٍ عليه ؛ تأوي إليه لتستقر ..!! لذا ؛ فنعيي لصديق أو حبيب ؛ هو نعيّ لحالة عامّة تتقاطع معك ومع أطفالنا الكبار أمثالي..!!
ولو كان بيدي ..لجعلتهم يستبدلون المهنة عندي و يكتبون في خانتها : نوّاح و متذمّر ...بشرط غير مُعلَّق هو : حتى تصلح الأمّة ..!!