يسود الاعتقاد بأن السجائر الإلكترونية أقل خطرًا من السجائر العادية، ولكن البحوث الطبية أثبتت، أنها لا تخلو من الضرر، فبعض السوائل المستخدمة للتدخين الإلكتروني تحتوي على مادة النيكوتين بمقدار أكبر مقارنة بالسجائر العادية.
وأكد مختصون ، أن تدخين السيجارة الإلكترونية يلقى رواجًا، وخاصة لدى المستهلكين الأصغر سنا، وهي غنية بمادة النيكوتين المسببة للإدمان وتنطوي على مخاطر صحية تتضمن احتمال التعرض لمشاكل في القلب والرئة، ولكن تعرّض المراهقين لها يكون أكثر خطورة، لأن الدماغ البشري يكون خلال مرحلة المراهقة، أكثر حساسية، وعليه يمكن أن يسبب النيكوتين الإدمان ونقص الانتباه وقلة التركيز واضطرابات المزاج مثل الاكتئاب.
وأشاروا إلى أنه وخلال السنوات الماضية، زاد الاستخدام العالمي للسجائر الإلكترونية بشكل كبير، ورغم انتشار استخدامها، هناك معرفة محدودة للغاية حول مدى سلامتها ومخاطرها ومدى فاعليتها في مساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين.
كما أكدوا أهمية جاهزية العيادات الصحية لمعالجة إدمان الشباب على منتجات النيكوتين الجديدة أو ما يعرف بالسجائر الإلكترونية، مع الحاجة إلى رقابة أقوى على الشباب سيما المراهقين، بما في ذلك الحظر الشامل على بيع منتجات التبغ المنكّهة، مشيرين إلى أهمية الجانب التوعوي لجهة أضرار تدخين السيجارة الإلكترونية وطرق الإقلاع عن استخدامها.
وحذروا من أساليب البيع الجاذبة والتي تأتي في مجموعة متنوعة من الألوان، وبأسماء ونكهات متعددة، مشيرين إلى أن معدلات الانتقال من التدخين الإلكتروني إلى السجائر العادية تزيد لدى المدخنين من الشباب.
وقال مستشار قسطرة الدماغ والعمود الفقري بمستشفى الملك المؤسس الدكتور خالد زايد علاونة، إن "تدخين السجائر الإلكترونية مضر جدا على الجميع ، إلا أنها مرتفعة لدى صغار السن، مبينا أن كل أنواع التبغ مهما كانت مضرة للغاية، تتسبب بأمراض كثيرة، ولا يوجد نوع أفضل من نوع".
وأضاف أن تدخين السجائر الإلكترونية مضر على الجميع وبكافة المرحل العمرية ولكن ضررها يكون أكثر خطورة لدى صغار السن من المراهقين والشباب وتسبب الكثير من الأمراض، ومنها، للجهاز التنفسي في الرئة والشعب الهوائية والدماغ وأمراض القلب والأوعية الدموية وزيادة احتمالية الإصابة بالذبحة الصدرية أو الجلطة القلبية، ذلك في تصريح لوكالة بترا.
وشدد، أن الأصل الإقلاع عن التدخين سواء السجائر العادية أو الإلكترونية لأن كلاهما خطر على صحة الإنسان، منوهًا أنه وبمقارنة بسيطة بين النوعين من التدخين نجد أنهما يسببان الضرر على صحة الإنسان مع الإشارة أن السجائر الإلكترونية أكثر ضررا من العادية لاحتوائها على مواد كيماوية تتفاعل مع المواد والنكهات الموجودة فيها .
من جانبه، أوضح المستشار الطبيب محمد خليل زهران، أنه يلاحظ أن البعض يستخدم النوعين من السجائر العادي والإلكترونية بحجة الإقلاع عن التدخين، مؤكدًا أن هذا غير صحيح لأن الدراسة العلمية أثبتت أن 18% فقط اقلعوا عن تدخين السجائر العادية.
ونصح زهران الشباب بعدم التدخين والإقلاع عن التدخين للحفاظ على صحتهم وتجنب الأضرار الخطرة التي تسببه، مذكرًا أن استخدام التبغ يعد أحد عوامل الخطر المسببة للسكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها الكثير من الأمراض الأخرى، اضافة إلى خطورتها على صحة الأشخاص القريبين من المدخن وبخاصة صغار السن من الأطفال.
عدد من الشباب الجامعي، قالوا إنهم يستخدمون السيجارة الإلكترونية بقصد الإقلاع عن التدخين التقليدي، رغم معرفتهم بأضراره، مستدركين أنهم اصبحوا من المدمنين على التدخين بواسطة السجائر الإلكترونية وبعضهم جمع بين النوعين ما تسبب بإضرار مضاعفة على صحتهم
الأردن من أعلى معدلات انتشار التدخين بين الذكور في العالم
أكدت منظمة الصحة العالمية – مكتب الأردن، أن التدخين يعد أحد عوامل الاختطار الرئيسة للأمراض غير السارية في الأردن، لافتة النظر إلى أن الأردن ضمن قائمة الدول التي تعد من أعلى معدلات انتشار التدخين بين الذكور في العالم.
وأشارت إلى أنه وفقا للمسح الوطني التدريجي لعام 2019 الذي أجرته وزارة الصحة الأردنية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، فإن 66.1% من الذكور الأردنيين يدخنون منتجات التبغ، بالإضافة إلى 16.4% يستخدمون السجائر الإلكترونية.
وقالت المنظمة، الأحد، إن "النيكوتين الموجود في التبغ يسبب إدماناً شديداً، ويشكل تعاطيه عامل خطر رئيسا للأمراض القلبية الوعائية، وأمراض الجهاز التنفسي، وأكثر من 20 نوعاً مختلفاً أو فرعياً من السرطان، والعديد من الحالات الصحية الأخرى.
وأكّدت أن التدخين يشكل تهديدًا للصحة العامة برغم الجهود العديدة التي يبذلها الأردن في مكافحته؛ إذ يعد من الدول السبّاقة في التوقيع على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ في عام 2004 التي بموجبها ضم قانون الصحة العامة رقم (47) لسنة 2008 وتعديلاته الفصل 12 والخاص بوقاية الصحة العامة من أضرار التدخين كاستجابة تشريعية للامتثال لتطبيق الاتفاقية الإطارية.
وأشارت إلى أنه في كل عام يموت أكثر من 8 ملايين شخص؛ بسبب تعاطي التبغ في العالم، وتحدث معظم الوفيات المرتبطة بالتبغ في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
كما أشارت المنظمة إلى دراسة قامت بها وزارة الصحة الأردنية بالتعاون مع المنظمة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والتي جرى إطلاقها في عام 2019، بعنوان "مبررات الاستثمار اللازمة لتنفيذ اتفاقية المنظمة الإطارية لمكافحة التبغ" والتي أوصت بزيادة التوعية وحظر التدخين داخل الأماكن العامة ومنع الترويج والدعاية والرعاية لمنتجات التبغ ورفع الضرائب على منتجات التبغ وغيرها.
ولفتت النظر إلى أن منتجات التبغ تعرض المستخدمين لانبعاثات سامة يسبب الكثير منها السرطان، ويضر بالصحة العامة، بالرغم من أن نظُم إيصال النيكوتين الإلكترونية ونظم الإيصال الإلكترونية الخالية من النيكوتين والمعروفة عامة باسم السجائر الإلكترونية لا تحتوي على التبغ، إلا أنها ضارة بالصحة وغير آمنة بلا أدنى شك، سواء أكانت تحتوي أو لا تحتوي على النيكوتين، مبينة أنه من السابق لأوانه تقديم إجابة جازمة على الأثر الطويل الأجل لاستخدام منتجات التبغ المسخنة أو السجائر الإلكترونية.
وبحسب بيانات دائرة الإحصاءات العامة، يبلغ معدل الإنفاق الشهري للعائلة الأردنية التي تضم أفرادا مدخنين 73.6 دينارا، وهو أكثر مما تنفقه على كل من الفاكهة، والذي يبلغ 26.6 دينارا شهرياً، والألبان والبيض 38.2 دينارا شهرياً، والخضار والبقوليات البالغ 42.1 دينارا واللحوم والدواجن 50.4 دينارا.