ناقش شعراء مهرجان الشارقة في دورته الـ 19 خلال جلسة نقاشية حول مجلة "القوافي" التي تصدر الدائرة الثقافية في الشارقة، وتحدث أعضاء هيئة تحرير المجلة عن أبرز إنجازات المجلة وأبوابها وأهدافها التي ظلّ القائمون عليها يعملون على تحقيقها منذ اللحظة الاولى لإطلاقها بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
خلال إدراته للجلسة النقاشية أكدت الشاعرة والإعلامية لوركا سبيتي على دور الشارقة في دعم الشعر والشعراء ورعايتها للمشروع الثقافي الأكبر في المنطقة، وذلك برعاية ودعم صاحب السمو حاكم الشارقة الذي يقدم دائما كل ما من شأنه الارتقاء في المشهد الثقافي عامة والشعري على وجه الخصوص.
الشاعرة الدكتورة حنين عمر عضو هيئة تحرير المجلة فتحدثت في ورقة بعنوان "القوافي من الحلم إلى الجائزة" عن أبرز محطات المجلة، وقالت "في البدء كانت الكلمة، في البدء كان الشعر، وكان الشاعر رحالا في متاهات روحه، باحثا عن ذاته في امتداد لا نهائي من الأسئلة العالقة..لكن اليوم، أصبح له بيت في الشارقة.. ومن هذا البيت ولد الحلم عام 2019" في إشارة إلى عام صدور المجلة.
وأضافت "لا بد أن أشير إلى أهمية هذه المجلة حضاريا وإبداعيا في ظل غياب المجلات المتخصصة بالشعر" وتلت أمام الحضور إحصائيات كثيرة حول المجلة من حيث التقسيم الجغرافي وعدد المشاركين من خلال قصائدهم ومقالاتهم وإسهاماتهم عبر أربع سنوات هي عمر "القوافي".
بدوره تحدث الشاعر العراقي عبدالرزاق الربيعي عضو هيئة التحرير عن مجموعة من أبواب المجلة، أبرزها باب "مدن القصيدة" حيث أشار إلى أهمية وجود موضوع يتتبع سيَر المدن العربية ويتطرق إلى تفاصيل تهم القراء، كما تهم الشعراء الذين لهم حكايات كثيرة مع المدن التي أقاموا فيها وتركوا بصماتهم وكلماتهم معلقة في هوائها.. مشيرا إلى أن هذا الباب منح للقراء مساحة كبيرة للتعرف على كثير من المدن التي قد لا يكون لديهم أية معرفة سابقة عنها، وأن الباب سيواصل الكشف عن تفاصيل تلك المدن وأسرارها..
في حين الشاعرة السودانية منى حسن عضو هئية تحرير المجلة قدمت ورقة بعنوان "إضاءة على الموروث ورصد المعاصر في التجربة الشعرية العربية" وأكدت من خلالها أن مجلة القوافي تعد أحد أبرز العلامات البراقة في فضاء الشارقة الثقافي وأحد أهم مشاريعها التنويرية التي تربط التراث باللغة والقيم والحكمة. والتي أتت امتدادا للمشروع الثقافي للدائرة المضيئة، دائرة الثقافة بشارقة النور. وأضافت "في ظل قادة آمنوا بالنور وبالفكر وحملوا على عاتقهم هم الثقافة والأدب.. فتنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، أصدرت دائرة الثقافة في الشارقة خلال انطلاق أعمال الدورة السابعة عشرة لمهرجان الشارقة للشعر العربي يناير-2019، والذي تم بمشاركة عشرين دولة عربية العدد الاول من مجلة القوافي، فكانت المجلة الاولى التي تعنى بالشعر بالفصيح دون غيره من الاشتغالات الأدبية.
الشاعر الفلسطيني نزار أبو ناصر عضو هيئة التحرير في المجلة أيضا عن مجموعة من الأبواب المميزة في المجلة والتي وجدت صدى كبيرا عند القارئ، كما أشار إلى اهمية مثل هذه المطبوعات الثقافية والشعرية في حياة المجتمعات ودورها في الارتقاء بالذائقة الأدبية والثقافية.
واختتم الشاعر المغربي الدكتور أحمد الحريشي أحد الكتاب البارزين في المجلة، بورقة نقدية مطوّلة تطرق خلالها إلى منهج العمل الثقافي، ودور الشارقة في رفد الحياة العربية بأبرز المشاريع والأنشطة التي كان لها الأثر في الحفاظ على مكتسباتنا الثقافية عبر عصور مضت.
وفي الختام كانت هناك مجموعة من المداخلات والأسئلة التي أثارها الحضور وقادت إلى نقاشات مثمرة حول المجلة والحياة الشعرية عموما.