برعاية مدير عام المكتبة الوطنية الأستاذ الدكتور نضال الأحمد العياصرة، استضافت المكتبة الوطنية مساء أمس الأربعاء 22/2/2023 الكاتب أسيد الحوتري للحديث عن روايته ( كويت بغداد عمان)، وقدم قراءة نقدية للرواية الدكتورة دلال عنبتاوي والأستاذة وداد أبو شنب وأدار الحوار الدكتور رياض ياسين .
وقالت عنبتاوي تشكل العتبات من غلاف وعنوان وإهداء البوابة الأولى للعبور إلى أي عمل إبداعي وفي هذه الرواية جاءت محملة بالكثير من الذاكرة والبوح والشيء الكثير المثقل بدلالات السيرة الذاتية التي يرويها الراوي مخترقاً فيها كل حواجز الذات وتهويماتها ، فالغلاف جاء معبراً عن مضمون الرواية .
واشارت ان الرواية وظفت كل تقنيات السرد وتمتعت بشبكة واسعة من الأمكنة توزعت على مساحة النص الروائي وقد سعى الكاتب بشكل حثيث للكشف عن العلاقة التي رببطت بين تلك الأماكن ، وقام بذكر العديد من تفاصيل تلك الأماكن .
وبينت ان الكاتب قد عبر من خلال تناوله حالة كل مدينة على حدا عما سواها من المدن مما جعل محور أحداث الرواية ينحو في بعض الأحيان منحى السيرة الذاتية لأن الكاتب يتحدث عن فترة مهمة من حياته ، واضافت ان المدينة ظهرت كعنصر مكاني رئيسي تدور أحداث الرواية فيه بكل سرد تفصيلي يعرض أماكن حقيقية داخل المدينة ويوثق تاريخاً واقعياً للفترة الزمنية التي دارت فيها الأحداث وينقل الأدوار الإجتماعية والتفاعلات الثقافية للشخصيات .
من جانب اخر تحدثت أبو شنب عن دينامية النصوص الموازية في الرواية ، واشارت الى ان النص الموازي وفي لفظة القدس تحديدً إثبات للسردية الذاتية للروائي الذي سلب منه وطنه الأولى عندما سلبت فلسطين والثانية عند احتلال الكويت ، وفي الغلاف ما يحيل الى استراتيجية المكان من خلال عنوان الرواية مكان أحداث الرواية وهو بمثابة دليل الترحال والإنتقال من مكان إلى آخر .
وبينت ان الروائي في روايته فهرس فصولها بطريقة شمولية ثم انتقل الى التفصيا حيث ارتكز على التقسيم المكاني ، واضافت ان الرواية تاريخية نفسية حديثة مليئة بالأنسق الثقافية والدينية والتاريخية والسياسية وتنم عن ثقافة الكاتب .
وقال ياسين ان الرواية ديواناً للثقافة ومرآة للحضارات وسفراً للوجود فروايته تعد وثيقة تاريخية إجتماعية اقتصادية تحمل أبعاداً نفسية ترسبت في نفس الكاتب والكثيرين ، وأضاف ان روايته تميزت بالصدق والأمانة دون كتب التاريخ الرسمية ومنهكة بعبق الشوق والحنين لأيام بريئة لم تشبها شائبة ، كما وظف في روايته الأهازيج الشعبية وأورد المواقع والأحداث بمسمياتها الحقيقية دون توريه أو موارة .
واشار الى ان الرواية عالجت الأزمة النفسية التي تعرضت لها شخصيات الرواية ، كما نهج في سرده للرواية أشكال متنوعة للسرد مما أضفت على روايته التنوع ودفع الملل والإبداع الأدبي في تمازج سلس .