باتت الكلاب الضالة تؤرق المجتمع الأردني دون وجود حلول جذرية لها،فهي تنتشر في مختلف المحافظات وتهاجم المواطنين بشكل متكرر وتسبب إصابات بليغة للكبار و الصغار.
المشهد الذي يتكرر يوميًا، مشاهدة كلاب تلاحق المارة في كل صباح لتنشر الهلع في قلوبهم الكلاب الضالة في القرى و الضواحي وحتى في العاصمة عمان تعتدي في الصباح الباكر على طلبة المدارس والجامعات .
وفي السنوات الأخيرة، شكلت ظاهرة الكلاب الضالة هاجسًا لدى فئة كبيرة من الأردنيين في مختلف محافظات المملكة، بعد أن أدت حوادث "عقر" و"عض" لمواطنين .
تتباين التشريعات الوطنية ذات الصلة بالحيوانات غير الأليفة ومنها الكلاب الضالة من حيث القدم والحداثة ابتداءً،وانتهاءً بالآليات القانونية المقررة للحماية منها و أحدثها المادة 452 من قانون العقوبات، جرّمت "قتل حيوان غير مملوك للفاعل بالحبس لمدة لا تتجاوز سنتين" كما جرّمت المادة ذاتها "من ضرب أو جرح حيوانًا بصورة تؤدي إلى منعه من العمل أو تلحق به ضررًا جسيمًا بعقوبة الحبس بمدة أقصاها شهر أو بغرامة تتجاوز 20 دينارًا".
مع طول فترة الليل في الشتاء مقارنة بالنهار، بات الأردنيون يهابون الخروج في أوقات "العتمة" خوفًا من تعرضهم لهجوم الكلاب تسير ضمن قطعان بين أحياء المواطنين.
يبدو أن موجة السخرية التي احتاجت منصات التواصل الاجتماعي الأردني تحت عنوان "ظاهرة الكلاب الضالة" وصلت إلى منحنيات حرجة بعد تداول فيديو عنيف على وسائط التواصل خصوصًا منبر الفيس بوك بين الأردنيين لفيديو لسيدة في الزرقاء هاجمها 11 كلبًا في وضح النهار ولا أحد ساعدها تحت صراخها .
وشغل موضوع الكلاب الضالة نقاشات البرلمان الأردني ونشرت صحيفة محلية إلكترونية عنوانًا أصفه بالملغم والملعوب هو "الكلاب الضالة تحت قبة البرلمان" .
تفاعل الأردنيين مع نقاشات النواب الذين طالبوا الحكومة بإجراءات سريعة للحد من الهجومات التي تقوم بها الكلاب الضالة على الأردنيين بعد منع قانوني لقتلها أو مطاردتها، الأمر الذي أثار المزيد من الضجيج في سياق هذه الظاهرة .
بين عملية تعقيم الكلاب لتطبيق الرفق بالحيوان باستخدام كود عالمي يسعى إلى تحقيق التوازن البيئي، وقع المواطن ضحية صراع قانوني وأخلاقي حول أنجع الطرق للسيطرة على الكلاب الضالة بين الأحياء السكنية والحد من شراستها.
وما تزال البلديات تعجز عن اتخاذ قرارات حقيقية تجاه هذه الظاهرة تحكم توقيع الأردن لاتفاقيات دولية تمنع قتل الكلاب الضالة.
وبعد غياب الحلول الجذرية من قبل السلطات المعنية، لجأ الأردنيون لإنشاء مبادرات لوضع حل لهذه الظاهرة المؤرقة لهم مثل السلط.
ولا تعتبر محافظة دون أخرى في الأردن من غيرها، فجميعها تعاني من ظاهرة انتشار الكلاب بين أحيائها، حيث تعاني مدينة السلط ومأدبا وإربد وصولًا إلى العقبة جنوبًا من هجمات عشوائية من هذه الحيوانات على المواطنين.
حياة الإنسان أغلى من حياة الكلب صار لزامًا علينا أن نعترف بوجود المشكلة قبل البدء بوضع حلول لها إن وجود الكلاب بشكل عشوائي في شوارعنا منظر غير حضاري وخطير في آن معًا .
وأن الحل لا يمكن انتقادها بل إيجاد مخرج لهذه الأزمة وعلى الجهات المعنية بالخروج بالحلول حالًا قبل أن تتفاقم