يشهد مستشفى الكرك الحكومي نقلة نوعية في مستوى خدماته التي اتسع نطاقها لتُجاوز محافظة الكرك وصولا إلى باقي محافظات الجنوب لتصبح عيادات تحويلية، وبخاصة في الاختصاصات المطلوبة والدقيقة، وأرجع مدير المستشفى الدكتور معتز القرالة هذا الإنجاز الطبي إلى الجهود التشاركية المثمرة بين المستشفى وكلية الطب في جامعة مؤتة وكوادرها الفذة.
وفي حديث إلى " للاعلام "، أوضح القرالة أن التشاركية التي أوجدتها اتفاقية خدمية صحية بين وزارة الصحة ممثلة بمستشفى الكرك الحكومي وكلية الطب بمؤتة أثمرت مشروعا طبيا نوعيا هو "مستشفى الكرك الحكومي التعليمي"، وذلك بجهود أطباء وخبراء من المؤسستين غايته وتطلعه الخروج بالمستشفى وخدماته عما كانت عليه سابقا من قصور في العديد من الاختصاصات الطبية، وصولا إلى الريادة والتميز الطبي والإنجاز الذي بات يلمسه المواطن في محافظة الكرك والجنوب بعامة.
وعرض القرالة لأبرز الاختصاصات الطبية التي رفدت كلية الطب بها المستشفى التعليمي لتعزز من خلاله كوادرها الطبية، ومنها: طب الأطفال والأعصاب والصدرية وخدمات الخداج، وتخصصات دقيقة في مجالات النسائية والمسالك البولية وجراحة الكلى.
ولفت إلى أن المستشفى صار يجري العمليات الدقيقة بدون الحاجة إلى التحويل إلى مستشفيات خارج المحافظة بفضل كفاءة وجهوزية المستشفى والكوادر الطبية العاملة لديه.
وبيّن أن المستشفى شهد افتتاح قسمي جراحة الأعصاب والقسطرة، الذي تنوي إبرام اتفاق مع الخدمات الطبية الملكية لتعزيز كادر المستشفى بهذا الاختصاص ضمن أيام عمل متفق عليها.
وأشار القرالة إلى أن المستشفى بصدد فتح عيادات جديدة داخل حرمه لاستقبال المرضى والمراجعين وفق أجواء طبية وصحية مريحة.
وحول ما يقدمه المستشفى من خدمات لكلية الطب ضمن الاتفاقية المبرمة بين الطرفين أوضح القرالة أن مشروع المستشفى التعليمي له نتائجه الإيجابية على طرفي الاتفاقية؛ إذ أنها قدمت ميدان عمل للأطباء لاستقبال المرضى في عياداته ضمن أيام محددة، ووفرت قاعات تدريس للطلبة مجهزة بأحدث التقنيات، وميدان تدريب عملي لطلبة الطب والتمريض.
وبدوره، أكد رئيس جامعة مؤتة الدكتور عرفات عوجان أن مشروع مستشفى الكرك الحكومي التعليمي يعد جزءاً لايتجزأ من منجزات جامعة مؤتة التي رسمت من خلالها بصمتها الواضحة وترجمتها التوجيهات السامية لدور مؤسسات التعليم العالي الوطني والمجتمعي.
ولفت إلى أنه جرى تسخير الإمكانات والطاقات الإبداعية والخبرات كافة لدى كلية الطب لخدمة هذا المشروع إيمانا من الجامعة وثقة بما لدى كلية الطب من تميز وإبداع في المجالات والاختصاصات الطبية المختلفة، غير أن هذا الجهد كان رافدا وداعما لجهود كوادر المستشفى وإدارته والصحة بشكل عام.
وأكد عوجان أن الجامعة ونظرا إلى ما وصلت إليه المستشفى من سمعة طبية وخدمية رائدة، فإنها ستواصل دعمها لهذا المشروع وفقا لما لديها من إمكانيات.
وأشار عوجان إلى أن الجامعة والكلية ستتوسع في إطار دعمها وخدمتها للمجتمع المحلي، باحتضانها لمشروع المركز الوطني للسكري الذي سيقدم خدماته لأبناء مناطق الجنوب. غير أن دور الجامعة لا يغادر على الموقع، حيث ووفقا لما ستنص عليه الاتفاقية، سيكون لأطباء الكلية دور مهم بخبرتهم وكفاءاتهم.
وكشف أنه جرى مخاطبة وزارة الصحة أخيرا بضرورة توفير أجهزة طبية وتجهيزات حديثة ليتمكن الأطباء من إجراء العمليات والفحوصات الدقيقة، وهو ما سينعكس مزيدا من الإنجاز والريادة للمستشفى وخدماته.