لجأت القوات المسلحة الأرمنية في 11 أبريل عام 2023 إلى العمل الاستفزازي ذي الخطورة البالغة؛ إذ أنها حاولت القيام بالتحصينات الهندسية أمام المواقع العسكرية للقوات المسلحة الأذربيجانية التي تشكلت على الحدود الشرطية بين أذربيجان وأرمينيا بعد تشغيل طريق لاتشين الجديد، وقامت بالحركات الاستفزازية. لقد استبق الجانب الأذربيجاني تفاقم الوضع بدعوات منه لوقف هذه الخطوات، غير أن العسكريين من القوات المسلحة الأرمنية لم يكترثوا بتلك الدعوات، بل أطلقوا النار في تجاه العسكريين الأذربيجانيين، ما أدّى إلى استشهاد وإصابة عدد من العسكريين الأذربيجانيين بإصابات خطيرة.
إن وجود قائد الجيش الخاص من القوات المسلحة الأرمنية في مسرح العمل الاسفزازي، وإدارته، يدلل على أن الحدث الاستفزازي الأرمني كان مخططاً بشكل مسبق.
وتشهد الآونة الأخيرة أن أرمينيا تتهرب باستمرار من المفاوضات السلمية، وتُقاطعها، وبالتوازي، تسعى إلى تصعيد الوضع عمداً عن طريق الاستفزازات العسكرية والسياسية المختلفة، الأمر الذي تسبب في إصابة العسكري من جهاز حرس الحدود الأذربيجاني بطلق ناري جرّاء القنص في 20 مارس من العام الحالي.
لقد حاولت أرمينيا في ظل تكثيف الجهود الدولية نحو إعادة إحياء المحادثات، وتنظيم جولة جديدة من المفاوضات بين الطرفيْن التي شهدتها الأيام الأخيرة، أن تقوم عبر التصعيد العسكري المتعمد بمغامرة لغاية إلهاء الاهتمام الدولي لمرة تالية عن عملية السلام، وإلحاق الضرب بأجندة السلام.
كما يبيّن اللجوء الأرمني إلى العمل الاستفزازي أثناء زيارة رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى أذربيجان أنه كان مقصوداً.
مما يؤسف له بالإشارة إلى أن هذا العمل الاستفزازي قد حدث على خلفية دعوات الجانب الأذربيجاني المتواصلة نحو السلام. وقبل وقوع العمل الاستفزازي المذكور بيوم، أي في 10 أبريل، قال رئيس جمهورية أذربيجان في تصريح صحفي على هامش زيارته إلى كازاخستان، بأنه لا بديل للسلام، وشدد على التزام أذربيجان بأجندة سلمية. ولجوء القيادة العسكرية السياسية في أرمينيا في 11 ابريل إلى الاستفزاز العسكري الدموي لقاءَ دعوات وتصريحات أذربيجان السلمية، يُظهر عدم اهتمام هذه الدولة بالسلام، واستهدافها جهود التطبيع عن طريق استفزازات مختلفة.
لقد تزامنت الخطوات الأرمنية الرامية إلى تصعيد الوضع على الحدود الشرطية مع انطلاق نشاط البعثة الحدودية التابعة للاتحاد الأوروبي. وقد حذّر الجانب الأذربيجاني مراراً من أن أرمينيا تستغل هذه البعثة الأوروبية بمثابة درع، وأن البعثة تشجّع أرمينيا على أعمال اسفتزازية ضد أذربيجان. وما حدث في 11 أبريل، قد أبرز بجلاء ووضوح أن هذا التقييم له أسس.
مما يلفت الانتباه بشكل خاص أن الاستفزاز الأرمني الأخير قد وقع بصورة مباشرة على مقربة من الأراضي التي تشهد أعمال الإعادة والبناء الواسعة النطاق بهدف توفير عودة المشرّدين الأذربيجانيين من محافظة لاتشين وبعض المناطق ضمنها إلى تلك الأراضي في غضون هذا العام بعدما أعلن ذلك رئيس جمهورية أذربيجان.
إن أرمينيا تستهدف من خلال مثل هذه الاستفزازات والتوترات الحربية تهديد أعمال الإعادة والبناء التي تُقاس بمليارات الدولارات، والحيلولة دون عودة المشرّدين الأذربيجانيين إلى أراضيهم الأم. وعلى النقيض من أرمينيا، فلا تهتم أذربيجان التي تقوم بخطوات نحو تنفيذ أعمال البناء الواسعة النظاق، بهذا التوتر العسكري، ولا يمكن أن تكون مهتمة به.