لم تكن غاية الحكم عند الهاشميين في يومٍ من الأيّام إلا بناء هذا الوطن وخدمة هذه الأّمة ،والأخذ بيد كافّة الشرائح الإجتماعية ، التي تحظى دوماً برعاية جلالة الملك ومتابعة سموّ وليّ العهد واهتمام جلالة الملكة ، لم يتوانوا عن تقديم المكارم الملكية الدائمة ومبادرات التكريم الإنسانية وتحسُّسِ احتياجات الناس ، والاهتمامِ بالشعائر الدينية المقدّسة ، هناك ارتقاءٌ دائمٌ بمستوى الخدمات ، وجودةٌ عاليةٌ للأَداءِ .
المتقاعدون العسكريون شريحةٌ واسعةٌ ما زالوا قابضين على جمر الوطن ، مضى ربيع أعمارهم وزهرة شبابهم متحرفين لقتالٍ أو متحيزين لفئة ، عشقوا غبار الصحراء وبرد الشتاء وخطورة العمليات ومشقّة التدريبِ ، بين أزيزِ الرصاص ودويّ القنابل وهبوط المظليين معطّرة برائحة جلالة الملك وهو شامة العسكر يتقدّم الصفوف يقودنا في ميادين الشرف والبطولة .
تاريخٌ عابقٌ بالمجدِ مفعمٌ بذكريات الجُندية يحملُ بين طيّاتهِ طيفَ الطوابيرِ ولباسَ المعركة وهيبة الشعار وهندام الفوتيك وهُتافَ الجندِ ، وعلوُّ الراياتِ وزهوّ المراسمِ وحب البيارقِ وحملَ البنادقِ والرباطِ في الثغورِ ، ولسان حالنا يقول :
قلبي لغير الطواقي الحمر ما خفقا ولغير تلك الجباه السُّمر ما عشقا
هاماتٌ اكتوت بشمس المناورات لا تنحني إلا لله ، عُلماء الجندية وكتَبَة التاريخ وخبراء الحرب ، ما هانوا ولا وهنوا ، يعتنقونَ عقيدةً وطنيةً عسكريةً ساميةً تقول : النارُ ولا العار ، المنيَّةُ ولا الدنيَّةُ ، تموتُ الحرةُ ولا تأكلُ بثدييها ، هم الرديفُ الدائمُ للجيشِ والسندُ الثابتُ لأجهزةِ الأمنِ ، بُنيانٌ مرصوصٌ يتّكئُ عليه جلالةُ الملكِ إذا ما اشتدَّ الخطبُ وبلغت القلوبُ الحناجرُ ، "فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا" .
يتمتع المتقاعدون العسكريون بنُضجٍ سياسيٍّ وأمنيٍّ وإداريٍّ ، أصحابُ عقيدة البيعة الوطنية الدائمة ، بايعوا في ميادين التدريبِ ، وعاهدوا في ساحات الوغى على السمعِ والطاعةِ بيعةً أبديَّةً وعهداً أزلياً تحت ظلالِ قيادةٍ أنقذت البلادَ من الدمارِ ،قيادةً تسبقُ الرَّكبَ ، حافَظَت على الأمن الوطنيِّ ، تتقاسمُ مع الناسِ معاناةَ الحياةِ ، تمتلكُ شرعيةً دينيةً وشرعيةً تاريخيةً ، حافظت على شرف الرفادة والوصاية على الأماكن المقدّسة ، كما أنها تمتلكُ شرعية الإنجازِ أمامَ تحدياتٍ دوليةٍ وإقليميةٍ تستهلكُ طاقاتِ الدولة ، قيادة كالنخلِ عن الأحقادِ مرتفعاً رغم الظروف يُلقي أطيب الثمرِ .