بات التنمر الإلكتروني ظاهرة يعاني منها الكثير من مستخدمي الشبكة العنكبوتية، لاسيما من يقع عليهم فعل التنمر إلكترونيا، فالتنمر الالكتروني هو التنمر باستخدام التقنيات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الألعاب الإلكترونية التفاعلية، وهو سلوك متكرر يهدف إلى اخافة الطرف الواقع عليه فعل التنمر او استفزازه، فالمتنمر يسعى دوما لتشويه صورة وسمعة من يستهدفهم بهذا الفعل، اذ يقوم المتنمرين بنشر صور محرجة للشخص المستهدف او إرسال رسائل تهديدية مؤذية، ويقوم البعض من المتنمرين بانتحال شخصية معينة بهدف استخدام اسم هذه الشخصية لتهديد المستهدفين بالنسبة له وابتزازهم عن طريق هذا الانتحال.
التنمر الإلكتروني لا يقتصر اثره على سمعة ضحاياه، بل يتعدى ذلك، اذا أن لهذا النوع من التنمر آثار خصوصا على مستخدمين الانترنت عام والمراهقين بشكل خاص، فمن اثاره على الضحية قلة احترام الذات وتدني ثقة الفرد بنفسه خصوصا هؤلاء اللذين يقع عليهم التنمر بسبب مظهر اجسادهم او طريقة تحدثهم، وللتنمر الالكتروني آثار على الصحة الجسدية إذ يسبب لضحاياه الصداع والارق وضيق في التنفس وبعض الأمراض الجلدية.
كما للتنمر الإلكتروني آثار جسدية على ضحاياه له أيضا آثار نفسية لاتقل خطرا عن الجسدية، إذ يسبب القلق والتوتر للضحية شعور بالحزن والاستياء مما يؤدي للشعور بالاكتئاب الذي يؤثر بدوره في أغلب الأحيان على الصحة العقلية، خصوصا من يخافون التحدث عن حادثة التنمر التي تعرضوا لها خوفا من ردة فعل من حولهم.
يؤثر التنمر الإلكتروني أيضا على المجتمع، اذ ان التطور الرقمي المتسارع يحتاج إلى يقظة مستمرة، حيث بات على المجتمع ككل واجب تطوير وعيه بهذا الأمر وآثاره الواقعة على الضحايا، إذ أن جميعنا معرضين ان نكون ضحايا لفعل التنمر الإلكتروني، وليس احد بنا بمعصم عن ذلك، فإذا كنت/ي يوما ضحية للتنمر الالكتروني عليك/ي عدم لوم النفس وعدم الرد على المتنمر اذا ان الرد يعطيه شعورا بالقوة والتمكن، وحفظ دليل على التعرض للتنمر الإلكتروني عن طريق أخذ لقطة شاشة وعرضها على من يستطيع المساعدة ويمكن استخدام هذا الدليل في حال تفاقم فعل التنمر، ومن المهم حظر الأشخاص المتنمرين على كافة مواقع التواصل الاجتماعي والإبلاغ عن تجاوزاتهم للتخلص من مضايقاتهم، أما في حال كان التهديد يصل للإيذاء الجسدي لا قدر الله، فعلى الضحية طلب المساعدة من الشرطة وأدوات انفاذ القانون والاتصال بهم فورا.
التنمر الإلكتروني هو من الأسباب الهامة التي يجب علينا جميعا التخلص منها، كما ينصح جميع الأسر أن يقوموا بحماية أطفالهم من التنمر وعدم لفظ ألفاظ سيئة أمامهم، وتنشئة الطفل منذ الصغر على ثقافة وتقبل الإختلاف وإحترام الآخر وتنمية قيم الأخلاق في نفسه ليكون فردا مسالما وقادا على العيش والتعامل مع الآخرين والمجتمع بأمان وسلام، فالأسرة هي أهم المدارس وأولها، فمسؤولية مكافحة الظواهر السليبة هي مسؤولية مجتمعية وجميعنا معنيين بذلك.