احتفال العالم بحرية الصحافة في الثالث من شهر ايار في كل عام يؤكد مدى الأهمية الكبيرة لهذه المهنة التي صالت وجالت منذ ظهورها ونشأتها، وأخذت تبحث وتنقّب في المصاعب والمتاعب والمشاكل حتى تصل للحقيقة وتكشف المستور، لأجل مستقبل أفضل للعالم.
وتؤكد أيضا على أهمية دور العاملين في ميادين الصحافة والإعلام كأصحاب رسالة نبيلة في نشر الوعي والمعرفة في المجتمع والوقوف على الإنجازات الإخفاقات في كافة المجالات.
اسفنا بل خجلنا ان يكون ترتيب صحافتنا ١٦٤ على مؤشر حرية الصحافة العالمية من أصل ١٨٠ دولة وهذا يتطلب وقفة جادة من أصحاب الشأن ندرك حجم التحديات التي تواجهه الصحافة في كل العالم سواء كانت اقتصادية أو تكنولوجية لكن ذلك لا يمنع ان حرية الصحافة هي أساس الديمقراطية والعدالة لأنها تمنحنا فرصة ابدا وتكوين ارائنا لكل ما يدور حولنا من احداث ومتغيرات متسارعة.
ندرك أيضا معاناة الصحافة والصحفيين والتحديات التي تواجهم وتحد من أهمية أقلامهم واوراقهم لكن عليهم أن يحافظوا على هيبة وقدسية هذا المهنة العظيمة مع علمنا الاكيد بأن هناك صحفيين مخضرمين يجيدون كتابة المحتوى والمضمون الهادف، لكن هنالك في الجهة الأخرى صحفيون هواة لا يعرفون أبجديات العمل الصحفي وتنقصهم المهنية والحرفية المطلوبة مما قد يحول الصحافة على أيديهم الى معول هدم وليس بناء.
لذلك اذا اردنا لصحافتنا ان تكون سياج لوعينا الوطني وتتقدم على سلم حرية الصحافة العالمية فعلينا الاستعداد والتعامل بحرفيّة ومهنيّة وشموليّة مع هذه التهديدات والتحديات القائمة والقادمة التي تواجه الصحافة والتعامل مع الحياة الرقمية بكل مهارة واقتدار، والتخلص من الدخلاء عليها الذين لا يملكون باعًا صحفيًّا يشفع ويتيح لهم ويمكّنهم من ممارسة المهنة بأصولها وقيمها، لكنهم يبثّون الإشاعات ويردّدون الأخبار المغرضة والتافهة ويستعرضون بالصور الخاوية إنجازات تافهة عبر العديد من المنصات الإلكترونية سعيًا لما يسمى بالسبق الصحفي وبزعم الحرية وذلك فقط لخدمة لمصالحهم الشخصية.