بداية اعلم ان لا شيء يحدث في هذا الكون الا بارادة رب العالمين.. والله لا يخالف سننه ونواميسه التي خلق الكون عليها.. ولو اراد الله مخالفة نواميسه.. لما انهارت الخلافة الاسلامية.. ولما احتُل الاقصى.. ولكن نواميس رب الاكوان تقضي بان الإعداد والتوكل والايمان المطلق هي التي تغلب.. ولن ينصرنا الله ونحن العرب متشاحنون متفرقون.. لا نريد الخير لاخينا العربي.. ولا نحب ان نراه متنعما مطمئنا.. ونتواكل ولا نتكل.. ولا نعد العدة العسكرية والعلمية لمواجهة أعدائنا وتطور اوطاننا..
في الواقع اننا جميعا نشاهد ونسمع الكثير من الاراء والتحليلات حول ما يجري من حولنا.. وتسارع الكثير من الاحداث.. واشتعال نار فتنة هنا وهناك.. وتأييد لقوى عظمى للكثير منها.. وسرعان ما يتدخلون في حلها.. ولكن بطرقهم التي تبدو مزدانة بالورود.. ولكنها مليئة بالالغام والمفاجئات.. واصبحت لا تخفى على ذي لبٍ متبصر..
نعود الى نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات.. حيث كان العرب شبه مرتاحين ماديا.. ومستقرين سياسيا.. ويسود الحب والوئام بين الجميع.. ويتنقل العرب بين دولهم بسلاسة.. ويستثمرون في معظم البلاد العربية.. حتى انك اصبحت ترى الخليط العربي الاصيل اصبح يتقارب من بعضه بشكل لا تكاد تُذكَر الهوية السياسية لاي منهم..
وسرعان ما دبت نار الفتنة بين العرب جراء الاجتياح العراقي للكويت.. فكانت شرارة الفرقة بين العرب.. الامر الذي كبل العرب من حل تلك المشكلة عربيا.. فتدخلت الالة العسكرية الاجنبية.. وتوقعها البعض انها ستعيد الامور الى نصابها.. وتعود من حيث اتت دون اي تغيير في هدوء واستقرار المنطقة..
لكن هذه الدول لا تتدخل من اجل سواد عيوننا.. ولا تتحرك دون حساب لمصالحها العليا مهما كانت النتائج سلبية على الاخرين..
فتم تدمير العراق.. وتم تقسيمه.. ودبت الفوضى في ارجائه.. ونشأت مليشيات تقتتل فيما بينها.. وتدب الرعب في ارجاء العراق الاشم.. فكانت البداية الفعلية والقوية في مخطط تفسيخ وتقسيم الدول العربية.. لان التدمير اصبح مصاحب لعملية التقسيم.. وليس كالسابق عمل استفتاء وانقسام وفصل..
وما لبثنا الا وشرارة الربيع او الخريف العربي تشتعل.. ونتج عنها حرب داخلية طاحنة في سوريا التي كانت مقصدا لكل العرب.. ومصدر افتخار لمنتجاتها.. وسوريا التي كنا جميعا نتغنى بها ونفتخر بانها شبه مكتفية ذاتيا.. وما زالت تئن من ويلات ما حدث.. والناظر لها يجد انها تهيات للتقسيم على الورق.. راجين الله ان لا يتم ذلك على ارض الواقع..
ولا ننسى ليبيا المتحدة.. والتي دمروها بفتنة جعلت الاخ ضد اخيه.. واوجدوا فيها مناطق نفوذ لمليشيات وقوميات وطوائف.. وتقسيمها بعد تدميرها هو الحل الامثل حسب مخططهم.. واعلان دويلات قومية وطائفية هو الهدف الاسمى.. الامر الذي سيسهل سيطرتهم على ثرواتها الممزقة والمقسمة وتوزيعها بينهم..
وتحركت البوصلة نحو اليمن السعيد.. فدخلت الفتنة منذ اللحظة الاولى بهوية طائفية مقيتة.. ولن تهدأ فتيلتها الا بتقسيم لا ينذر بخير.. بعد ان سعد الجميع بوحدة البلد السعيد..
والان جاء الدور على السودان.. فبعد فصل جنوبه.. يبدو ان قوى الاستعمار لم تهدأ بعد فصله عن مصر.. حيث كان شرطا اساسيا لجلاء القوات البريطانية.. ولن تهدأ الا اذا قسمته الى دويلات.. فهل سنشهد تقسيمات اضافية في غربه "دارفور".. لتصبح السودان ثلاث دويلات على الاقل؟!..
المتتبع للاحداث يقول بان الامر لن يبقى على حاله في مصر الكنانة.. التي ندعو الله ان يبقيها متماسكة.. ولن يتركوها كما هي.. فهي عمق العرب.. وان لا سمح الله تدخلوا فيها واشعلوا نيران فتنتهم فيها.. فلن يبقوها على حالها الا اذا قسموها لدويلات.. كالاسلامية والمسيحية والنوبية واهمها دويلة سيناء.. التي ترنو اليها عيونهم منذ زمن.. وهدفهم من ذلك جعلها مهيأة لاستقبال الفلسطينيين من مناطق ال 48.. بحيث يخلو كيانهم الغاصب من العرب المسلمين والمسيحيين.. وبالتالي سيعلونها دولة قومية يهودية.. اسوة بمحيطها الذي اصبح طابعه دويلات قومية..
هل سيترك العرب لهذا المخطط ان يمر؟!.. ام اننا سنصحو ونتنبه لاي فتنة يثيرونها عن طريق اعوانهم من بني جلدتنا.. ونفوت عليهم تقسيماتهم؟!..
ارجو الله ان لا يحقق لهم ما يسعون ويخططون له.. وان تبقى دولنا العربية آمنة مستقرة متماسكة شعوبا وقيادات في وجه مخططاتهم..