بقلم: د. ذوقان عبيدات
كان واضحًا من سلسلة الغزوات؛ بدءًا من بنطلون "أبو ركبة "،والأفلام التي لا تناسب قيمنا، والتماثيل المحرّمة، وحفلات الأغاني،ومهرجانات الفن، وخاصة مهرجاني جرش والفحيص، والغزوة ضدوزير الأوقاف، وغزوات كسر التضامن مع غير المسلمين، كان واضحًاأن الفكر الداعشي يتحكم بالرأي العام، وكان من السهل متابعة
مخططي الغزوات وأهدافهم،
ولذلك، فإن ربط الغزوات بالفكر الداعشي له ما يبرّره، فالرأي العام
الأردني، أو ما يسيطر عليه، ظهر بوضوح في غضب الأردنيين من عدمنجاح أردوغان من الجولة الأولى، وكأنه من أحفاد صلاح الدين، أوخالد بن الوليد!! . وغضب هذه الفئة التي تصنع الرأي العام تجسّدفي تعليقات ناشطي -الميديا- وكل الأردنيين ناشطون- حتى صرتشخصيّا على يقين بأن أردوغان حبيب الأردنيين، ولو تنافس معوصفي التل لنال أكثر من ٩٠٪ من الأصوات! فأردوغان
هو الشهيد وابن الشهيد، والأردني الغيور الذي سينزل على أعدائناكالصاعقة كما يقال عن جدّه العثماني يا يزيد!! وحين قيل: إنأردوغان مُحتلّ في سورية، ومهيمن على شمال العراق وليبيا يقولونلك: إنه دخل لحماية السوريين من بطش الأسد، وحماية الثورة الليبية،وحق الدفاع المشروع عن الذات في العراق!! تمامًا كمبررات أياحتلال أو غزو! هذا ما يقوله عدوان أمريكا واحتلال إسرائيل، وحتىروسيا!
لا يهمني تأييد أردوغان ولا العداء له، لكنني لم أرَ رأيًا عامًا لأنصارأردوغان تجاه غزة وحركة الجهاد، وصمودها أو حتى ضعفها! طبعًاباستثناء الحركة الإسلامية!
لا أناقش صلاحية أردوغان أو عدمها، لكني أسأل: من وراء هذهالتعبئة؟ ولماذا هذا العشق؟
( القمة العربية )
ليس كلامًا في السياسة، وليس نصرة للأسد - مع أني لست ضدّا -
، فما يهمني هو الرأي العام الأردني، وناشطو الميديا من موظفينمدنيين سابقين، وعسكريين سابقين، وسفراء وأساتذة جامعات، وهمأنفسهم
عاشقو أردوغان!! رفضوا مؤتمر القمة ، وعدّوه نصرة " للمجرم" الأسدعلى حد قولهم!
استحضروا الكيماوي، والبراميل المتفجرة، وكل ما حصل ولم يحصل! لم يتحدث أحد عن أجواء المصالحة العربية، ولا عن الرياح الجديدةالتي "قد" تنتج بعض الخير!!
كانت فرصتهم لشتم الأسد، وكأنه المسؤول عن فشل عشيقهمأردوغان، والمصالحة بين عدوتهم الأولى إيران، وبين المملكة العربيةالسعودية ، وربما عن احتمال نجاح عدوهم سليمان فرنجية في لبنان! لم أجد تفسيرًا. لموقف بعض الأردنيين! شارك الملك في القمة، واشتهرالأردنيون بدعمهم
لكل القمم ، وبكل التصالحات العربية! وبدلًا من التفاؤل بجو القمة،أثاروا أسئلة حول مشروعية ضرب الجيش الأردني لمهربي المخدرات، بل وتحدثوا عن تمكن العرب من جلب الأسد رغمًا عنه "ذليلًا مهزومًا" لمؤتمر جدة!! أي تفكير هذا؟ وأي منطق؟ ومن يعبث بهؤلاء؟
أكرر؛ لا أكتب عن أردوغان أو الأسد، بل عن موقف الرأي العام لفئةمن الأردنيين المقهورين من تسارع الأحداث !
هل يمكنني القول: إنه نقص في مهارات التفكير الناقد ورفضالاستهواء ؟
أسأل: هل يسقط هؤلاء توتراتهم في غير مكانها؟ هل أردوغان والأسدإحلال وإبدال كما يقال في علم النفس؟
ماذا لو تصالح الأسدان؟