تراكمت الأمور التي يجب أن أكتب عنها أو أتوقّف عندها.. وما أسعدني أن سلسلة اليوميات هذه صار هناك من ينتظرها بشغف وأن أصداءها تزداد وبناء عليه ما يصلني من اقتراحات وتعليقات ومواقف من الممكن أن تحوِّل هذه اليوميّات إلى مذكّرات حقيقيّة أستطيع بعد إنهاء المرحلة الجامعيّة الأولى أن أكتبها بتوسّع وأذكر فيها ما لا أستطيع قوله الآن تجنّبًا لأي تأزيم.. بل إنني أفكِّر في ذلك لأنني عمليًّا الآن أتجنّب ذكر كثير من التفاصيل بشواهدها ..
يوم الأربعاء القادم سأعطي محاضرة في الجامعة الأردنية عن "الكتابة الإبداعية الساخرة" سأتحدث فيها عن لمحات سريعة من تراكم تجربتي الشخصيّة وسيقدمني فيها الدكتور مهند مبيضين عميد كلية الآداب..
الآن نأتي لحكاية "الدكتور علي العزّام" التي وعدتكم بها في ختام اليوميات قبل السابقة:
بادرني الدكتور باتصال وكان "خفيف الدم" كلّمني دون أن يعرّف على نفسه وأنا "سقتُ" فيها رغم أن اسمه أظهره "التروكولر" .. المهم بعد المكاشفة دعاني لمكتبه.. ويا لمكتبه الصغير.. رغم أنني ذهبت إليه مرتين إلّا أن مكتبه خلية نحل.. ناس داخلة وناس طالعة.. واضح أن الرجل يحظى بعلاقات اجتماعية واسعة.. تلفون لا يهدأ.. مواضيع متداخلة.. أحاول التركيز.. لا يمكن أن تقول سرًّا هناك.. لا مجال أبدًا.. رغم أنني في المرة الثانية طلبتُ أن نكون لوحدنا.. ورحّب بذلك.. وما إن جلستُ حتى توافد البشر.. حظّي وأنا أعرفه.. لا تستطيع في مكتبه أن تكمل أية فكرة كما تريد لأن الجميع يريد أن يتكلّم.. والحلّ الوحيد أمام هذه المعضلة إمّا أن تناقشه على التلفون وهذا يفقد النقاش حميميّة وأنا قليل التلفونات وأكره التلفونات الطويلة؛ أو أن تقوم باختطاف الدكتور العزّام في مكان بعيد عن الناس وتقول له: أنا خطفتك عشان أعرف أحكي معك..! زادك الله محبّة يا دكتور..
أكتفي بهذا القدر اليوم.. وسأحاول أن أحدثكم في المرة القادمة عن امتحانات "الفاينل"؛ يا سلام يا ولد يا كامل والله وانعوج لسانك وصرت تحكي "فاينل" بدلًا من كلمة "النهائي".. وهذا يذكرني تمامًا بالدكتورة فوز نزال أستاذة البلاغة العربية التي تحشر الإنجليزية بطلاقة تلقائية في حديها حتى أنها عندما طلبت لي القهوة قالت: ويذ آوت شُقَر..!
وسأحاول أن أحدثكم عن "الملخّصات" و" التست بانك" التي تظهر أوقات الامتحانات وكأنها "الشفيع" لكل صاحب خطايا.. انتظروني..