شُيّع الثلاثاء جثمان مقدم البرامج ونشرات الأخبار الأردني غالب الحديدي، عقب وفاته عن عمر يناهز 84 عاماً، بعدما ودّع جمهوره في ختام آخر لقاء إعلامي مرئي بعبارته الشهيرة «في رعاية الله نترككم».
ونعت وزارة الاتصال الحكومي، وإدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الراحل الذي يُعد أحد أشهر مقدمي نشرات الأخبار والبرامج الجادة في المملكة والوطن العربي على مدى نحو 60 عاماً.
التحق الحديدي المولود في عمّان عام 1939 بالعمل الإعلامي في إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية أواخر خمسينات القرن الماضي، بعد حصوله على شهادة جامعية في الإدارة العامة انطلاقاً من صوته الرخيم، وقدرته على الإلقاء في مناسبات مختلفة.
تدرب الحديدي على أيدي خبراء في جامعة «سيراكيوز» الأمريكية حول مهارات تقديم نشرات الأخبار، وانتقل للعمل في إذاعة وتلفزيون السعودية عام 1964 واكتسب شهرة واسعة بسبب تمكّنه وحرفيته.
سجّل الحديدي حضوراً كبيراً في إطلالته على شاشة التلفزيون الأردني عام 1975 لتقديم نشرة الأخبار الرئيسية، وسرعان ما تحوّلت عبارته في نهاية كل نشرة «في رعاية الله نترككم.. من عمّان لكم التحية ولأردننا كل الحب» إلى مقولة يكررها الجمهور.
تقاسم الحديدي تقديم نشرات أخبار عدة مع زوجته الإعلامية سوسن تفاحة وشكّلا ثنائياً حجز مكانة لدى المشاهدين.
انتقل الحديدي للعمل في التلفزيون القطري ضمن «إعارة مؤقتة»، وعاد لاستكمال عمله على شاشة التلفزيون الأردني، مواصلاً ظهوره المسائي يومياً.
أحيل الحديدي للتقاعد عام 2002 وقدم برامج إذاعية حوارية حول قضايا مجتمعية وقاد دورات تدريبية في مجاله، وزار مؤخراً مؤسسة الإذاعة والتلفزيون للتواصل مع الأجيال المختلفة، كما ظهر قبل نحو 4 أشهر في آخر لقاء مرئي لاستذكار مشواره مكرراً عبارته المعروفة.