نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية:
أكد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح امس أن الأسواق العالمية قادرة على تحمل ارتفاع أسعار النفط ما استدعى رد فعل سريعا من الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي اتهم منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) برفع الأسعار بشكل «مصطنع».
وتزامنت التصريحات التي أدلى بها الفالح خلال اجتماع لمنتجي النفط عقد في السعودية مع بلوغ أسعار الخام أعلى مستوى لها منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وقال ترمب عبر «تويتر» «يبدو أن أوبك تقوم بذلك مجددا (…) في ظل وجود كميات قياسية من النفط في كل مكان بما في ذلك في السفن المحملة بالكامل في البحر، فإن أسعار النفط عالية جدا بشكل مصطنع! هذا ليس جيدا ولن يكون مقبولا».
وتعافت أسعار النفط وبلغ سعر البرميل 70 دولارا بعدما انخفضت الأسعار لتصل إلى 26 دولارا للبرميل في كانون الثاني 2016.
وقال الفالح للصحافيين قبيل اجتماع لجنة وزارية من منتجي النفط داخل وخارج أوبك «لم أر أي تأثير على الطلب في ظل الأسعار الحالية. شهدنا أسعارا أعلى بكثير في الماضي — أعلى بمرتين مما هي حاليا».
وأضاف أن «انخفاض كثافة استخدام الطاقة وزيادة فاعلية استخدامها في العالم يقودني للاعتقاد بأن هناك قدرة على تحمل أسعار أعلى» للخام.
وأفادت اللجنة الوزارية الجمعة أن مستويات المخزونات من الخام انخفضت لكنها لا تزال أعلى من المستوى المرغوب فيه.
وذكرت في بيان أن المخزونات بلغت 2,83 مليار برميل وهو أقل من ذروة 3,12 مليارات برميل التي وصلت إليها قبل عامين.
هدف 80 دولارا للبرميل
ويعتقد محللون بأن السعودية، أكبر مُصَدر للنفط في العالم، تسعى إلى رفع أسعار النفط أكثر بكثير لتتمكن من تجاوز صعوباتها الاقتصادية ورفع قيمة شركة «أرامكو» العملاقة للنفط قبل طرح خمسة بالمئة من أسهمها للاكتتاب العام الاولي.
وبعدما بلغ سعر البرميل 70 دولارا، يعتقد أن المملكة «تهدف بشكل غير رسمي (للوصول إلى سعر) 80 دولارا للبرميل حيث يشير البعض إلى أنها تفضل حتى العودة إلى سعر 100 دولار» لبرميل الخام، بحسب ما أفاد ستيفن برينوك من مجموعة «بي في ام».
وقال «إضافة إلى المساعدة على خفض بيان موازنة الحكومة السعودية، بإمكان أن يشكل ارتفاع الأسعار بشكل إضافي هدية بالنسبة للاكتتاب العام الأولي الوشيك لأرامكو».
وأكدت مجموعة «كومرزبنك» أن «هذا هو السبب الذي يدفع السعودية إلى تعمد ابقاء إمدادات النفط محدودة».
لكن الفالح أصر الجمعة على أن أوبك لا تسعى إلى وضع سعر محدد للنفط.
وقال «ليس لدينا سعر نعتبره هدفا على الاطلاق (…) الأسعار يحددها السوق». لكنه حذر من خطر تذبذب الأسعار مشيرا إلى أن «التقلب هو عدونا».
من جهة أخرى، دعمت روسيا، المنتج الأكبر للنفط في العالم، فكرة تأسيس تحالف ثابت للمنتجين ليتمكنوا من مواصلة سيطرتهم على السوق.
وقال وزير الطاقة الروسي الكساندر نوفاك متحدثا في مدينة جدة المطلة على البحر الاحمر «شكلنا أساسا صلبا للغاية للتعاون بين الدول المنضوية في أوبك وتلك التي خارجها في المستقبل يتجاوز حتى إعلان التعاون».
وتحدثت السعودية عن اقتراب التوصل إلى «توافق» بشأن اتفاق تعاون طويل الأمد.
وتوصل منتجو أوبك مع دول منتجة من خارج المنظمة إلى اتفاق في 2016 لخفض الانتاج بـ1,8 مليون برميل يوميا بهدف التقليل من الفائض العالمي في النفط.
ونجح الاتفاق الذي سيستمر حتى نهاية العام الجاري في رفع أسعار النفط إلى 70 دولارا للبرميل مقارنة بثلاثين دولارا للبرميل مطلع العام 2016.
وساهمت التوترات الجيوسياسية وتهديد ترامب بإعادة فرض العقوبات على ايران على خلفية برنامجها النووي والمشاكل المتعلقة بالانتاج في فنزويلا ونيجيريا وليبيا في تعافي أسعار النفط.
واستفاد المنتجون في الولايات المتحدة من ارتفاع الأسعار فكثفوا عمليات الانتاج وارتفع بذلك الانتاج المحلي ليسجل رقما قياسيا بلغ 10,5 ملايين برميل في اليوم الأسبوع الماضي، وفق معلومات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وطغت الولايات المتحدة على السعودية حيث باتت ثاني أكبر منتج للخام في العالم في وقت تضخ الأخيرة المنضوية في أوبك أقل من 10 ملايين برميل يوميا تماشيا مع خفض الانتاج الذي تم التوافق عليه.
الرأي