أود القول بأنه من روائع الجمال أن تقرأ في سيرة ومسيرة الرجال العظام بأن الزعامة تأتي من توفر شيئان تقوم عليهما وهما ساقين أحدهما بتوفر الإنتماء والولاء للوطن والثاني بتوفر اليد النظيفة والاستقامة والنزاهة في المسيره العملية فإذا فقدت أحدهما فهي زعامة عرجا فبدون هاتين الرافعتين ستكون هذه الزعامة كمثل الذي يسقي الورود المصطنعة وينتظر منها الثمار الناضحة.
هكذا تعلمنا من مسيرة الراحل الكبير الفريق أول الركن خالد جميل الصرايرة الحافلة بالإنجازات العظيمة التي تحكي عن أفعاله ومآثره فهو قائد صنع مجدا في الثقافة العسكرية وقيم الولاء والانتماء لتراب الوطن وصنع تاريخ في البطولات القتالية في ميادين المنازله فكان ذو هيبة ووقار وسياج آمن لتراب الوطن بفضل العزيمة والإصرار على تحقيق ألاهداف والخطط العسكرية كما أرادها قايد الوطن.
الباشا خالد الصرايرة رحمه الله من رجال الخلق والاخلاق ومن أصحاب الوازع الديني والوطني ومن اهل الورع والتقوى فارس عشيرة برتبة أمير وقائد أمير لواء برتبة فريق طيب الخلق وودود المعشر ومن اصحاب الضمير الحي الذي خدم الوطن والمليك فكان على العهد فى الملمات وفي الشدائد على الوعد سجل تاريخ مشرف في الجندية فكان اهل لها عندما عمل رئيسا لهيئة الأركان المشتركة من ميزاته التواضع ومن شيمه التسامي عن الصغائر
العسكرية والجيش تعني الكثير الكثير عند خالد جميل الصرايرة. وفي حقبته كان شغله الشاغل على تمكين القوات المسلحة الاردنية عسكريا ولوجستيا، وامنيا واستخباراتيا. ولطالما كان اكثر ما يشغل الباشا الصرايرة ترسيخ العسكرية عقيدة وطنية، وعلى اعتبار ان الجيش وجدان وطني جماعي وكرامة وطنية، ومؤمنا ان الجيش من البنى والركائز الصلبة والاصيلة في بناء الدولة الاردنية ومشروعها الوطني.
سيدي الباشا يا من أسرت القلوب جميعا وجعلت من العمل الأمني مهابة وهيبة كثيرون عبروا التاريخ من أوسع أبوابه وتركوا بصماتهم الواضحة فيه، وأسهموا بشكل أو بآخر في تغيير كثير من أحداثه فاستحقوا منا عظيم التقدير لهم ولجهودهم المشكورة وكثيرة من الاقلام الشريفة كتبت عن هؤلاء القادة وتنافس الشعراء بوصفهم إلا ان الكتاب والادباء كانوا مقلين بحقهم كما انهم كانوا يعملون بصمت من اجل تحقيق استدامة الامن للوطن الاردني ومواطنه وانت يا سيدي كنت في مقدمتهم وقائدا من قادتهم .
سيدي أبا مهند اسمك خالد وسيبقى خالد في القلوب والوجدان لأنك جنرال الأخلاق والإنسانية والعمل بصمت قبل أن تكون جنرال الميادين والصحراء والمناطق العسكرية رحلت عنا كعادتك وأنت في قمة العطاء والشموخ رحلت واقفاً كأشجار مؤتة والمزار شامخاً كشموخ قلعة الكرك وجبال مؤاب وشيحان رحلت مبتسماً كفارس أردني كركي أصيل رحلت وأنت تعمل وتوصي بالمحافظة على معنويات القوات المسلحة ودعمها لأنها هي الردع والدرع والحامي لمكتسبات الوطن.