تابع كل مواطن أردني على شاشات التلفاز بكل شغف لمن لم يحالفه الحظ المشاركة في حفل الزفاف أو حضور الفعاليات المقامة في ارجاء الوطن بمناسبة حفل زفاف زين الشباب عريس الأردن ولي العهد المحبوب الأمير حسين على الموروث الأردني بامتياز، إلى جانب الالتزام بتقاليد العائلة الملكية الهاشمية، وكان البعد العسكري حاضرا بشكل مهيب في احتفالات الزفاف للأمير.
قد تضطر الجهات الرسمية والمؤسسات الحكومية امتثالا لأوامر الأجهزة الأمنية وغيرها التعبير عن الفرح والبهجة بأي مناسبة وطنية، ومن المستحيل وفي أي حال من الأحوال اجبار كل بيت أردني أن يفرح ويبتهج ويرقص ويحتفل ويجوب الشوارع ويحمل العلم الأردني ويافطات " نفرح بالحسين".
نعم لقد فرح الشعب الأردني حبأ ليس إلا.
ومنذ أن بدأت أفراح العائلة المالكة من حناء الأميرة ايمان وزواجها ثم حناء الأنسة رجوة إلى حفل الزفاف ، جميع تفاصيل الحفلات والأفراح بأكملها حملت رسائل وأيام فرح غير مسبوقة للشعب الأردني ومعاني ومضامين ما ندر أن تجدها في أي فرح يتعلق بالملوك والرؤساء والحكام.
نعم، قد فرح الشعب الأردني ورقص، وتعالت الزغاريد والأغاني والأناشيد وعزفت على أوتار حب الوطن، وطن العز والكرامة والفخر، وطن السلام والمحبة والوئام. تزيّنت بأسمى الأشعار، وتجمّلت به كل القصائد ، وحلقت الأرواح في سمائك يا وطني مثلما تحلّق الصقور الحرة ، وأي ملحمة وطنية وقصيدة شعرية ومنجز أدبي يليق بهذا العرس الهاشمي الأردني .
والله لا يضيع وطن شعبه لوحة فنية من الفسيفساء، ترجموا القول بالفعل
أما عن تواضع الهاشميين له بداية وليس له نهاية، لقد سطرت العائلة الهاشمية مفردات التواضع في أعلى المراتب، وخطفت أنظار الحضور والعالم بأسره خاصة الأميرتان إيمان بنت عبدالله الثاني وشقيقتها سلمى في حفل الزفاف، بعد أن ظهرتا وهما تساعدان العروس، الأميرة رجوة الحسين، على رفع فستانها أثناء دخولها إلى قصر زهران لإتمام عقد القران.
نعم انه شيء طبيعي عند الهاشميين وهذه الاخلاق منذ زمن طويل ، وهي الوحيدة في العالم اجمع التي تتميز بالتواضع والخلق والانسانية ، ويحق لنا أن نتساءل جميعاً هل نستطيع التعلم حقا من مدارس الهاشميين واخلاقهم وتواضعهم وابتساماتهم المستمرة . وأن نستفيد من هذا الحفل الأسطوري. في حضرة تواضع الملوك والامراء والأشراف تعلمنا أمام تواضع الهاشميين، أن المحبة ثمرة من ثمار التواضع، وسنابل القمح المليئة هي المنحنية وأن الانحناء أمام الفقير رفعة، ومن تواضع لله رفعه وأن الشريف إذا ارتفع تواضع، وأن الوضيع إذا ارتفع تكبّر.
وأخيرا وبهذه المناسبة الجميلة والبهية نرفع إلى جلالة الملك والملكة أسمى أيات التهنئة والتبريك والى العروسين نتمنى لهم حياة سعيدة وبالرفاه والبنين.
وجعل الله الهاشميين ذخرا وسندا للجميع، وهم كذلك كابرا عن كابر ، ويستمر الهاشميون في العطاء.
دامت الأفراح ديارنا العامرة. وكل عام ووطننا بألف خير.