عندما نتحدث عن "على الفزاع " فيجب علينا ان نفتح صندوق الاردن المغلق هذا ما يصف به معالى ابو هشام وذلك لدرجه قرب مستشار جلالة الملك الخاص من الطوق الاول لصنع القرار وهذا ما يظهره ابن العوامله البار بعشيرته الاردنيه الاستاذ على الفزاع عند بيانه لمحتوى عبارة او عند استطراده بالحديث عن موضوع يريد بيانه ...
وهو ايضا ما تبينه الجمله التى ينطق بها لاغراض الاستدلال وأما بحر الاستنتاج الذى يبحث عنه الجميع فان ذلك يمكن التقاطه فقط من باطن العبر وواقع الايماء او من وحى ظاهر مغزى الجمل وهى الصفات التى تجعل من بوح الحديث مع شخصيه وازنه مثل معالى ابو هشام تحمل طابع خاص بالمعايير الفكريه لرجل دولة اعتاد لإرسال رسائل يفهما الخاصه بعناوين مقروءة من العامة .
ولعل طبيعة الجلوس مع شخصية سياسيه عميقه بهذا الحجم تجعل من مفهوم الاستدلال فيها سيد الموقف وتجعل من المتلقى فى حاله صفاء عميق كونها غالبا ما يستنبط المعانى من واقع الايماء وليس عبر الحديث المباشر الذى يصبح بلا فائد تذكر و لا مكان له من الاعراب فى هذه الجلسات على حد وصف معالى ابو هشام حيث جاء ذلك اثناء حديثي واياه فى جلسه عمل مطوله قبل ان اتشرف بلقاء جلالة الملك وتقديمى لكتاب الاوراق الملكية رؤية استراتيجية .
الاستاذ على الفزاع هو اعلامي خبير وسياسي متطلع كنت قد استضفته اخر مرة بجلسة ذات طابع خاص كانت بحضور "اصدقائي" المستشار الاعلامي احمد سلامه وعمدة الاعلام سمير الحيارى واخذ فى حينها معالى المستشار ابو هشام يجوب بنا بالافاق السياسيه من المنظور العام للدوله الاردنيه لكنه كان يقف على كل فاصله اراد التشديد عليها ويبين كل تفصيله يريد ارساءها فى حاضنه الغداء التى كانت عنوان الجلسه وكنت على موعد لتكرارها مره اخرى فى وقت قريب مع الدكتور منير العفيشات ضابط الايقاع على حد وصف ابو هشام لكن خبر الترحم عليه حال دون تقبيل وجنتيه ..
فلقد كان معالى ابو هشام رحمه الله واسع الاطلاع وشديد الفراسه الا انه أبقي نهجه معنون ذلك الاديب الذى يفرض على الجميع التكلم بلغه المغزى حتى يرتقى بالحوار للمستويات العليا لتحمل الجلسه طابع خاص من مناخ يسمو للسقف العالي لكن وفق معايير صلبه ثابتة بواقعيتها على الارض ...
وهو ما يجعل لغة الحوار مع معالى ابو هشام لغة متصله وواقعيه كما يجعل من عناوين الجلسه منسجمه مع ارضية المعنى التى يتم عبرها تبادل امواج الحديث برسائل مباشره فيقراها من يفهم ابواب الدخول وعناوين الخروج من دون تجاذب فى النقاش يصدر احكام لا تخدم المعنى لكنها تستند لحوار مبنى على راى مفيد .
فلقد كان الاديب الحكيم على الفزاع دائما ما يردد
لا تصدر "احكام بل قل آراء " فان زوايا النظر مختلفه لكن كلها مفيده فى بيت القرار والاتهاميه مرفوضه وبغيطه عند اصدار الاحكام كما انها ليس
لها ديدن فى بيت الحكمه واما اقرار الاحكام فتفرضها مصلحة بيت القرار وليست المسوغات الصحيحه التى تختزلها مضامين الحقيقه وهذا ما جعل من ابو هشام رحمه الله شديد الاحترام للراى الاخر وان اختلف معه بالعرض فهو يقبل الراى من على ارضيه موضوعيه تفيد طابع الاستخلاص المعلوم .
ولم يكن معالى ابو هشام كاتب سياسي فحسب بل كان رحمه الله ذلك الاديب الشاعر و المثقف الوازن والاعلامي المتابع لكل التفاصيل كيف لا وهو القريب من الطوق الاول لصنع القرار المناط به المعلومه والاحاطة واضافه المعنى لبيت المبنى وهذا ما جعله المستشار الامين على الكلمه والمصمم للجمله المفيده فى بيان الرساله والناحت لعبارة المنطوق الملكي السامي .
واذ نستذكر مناقب فقيد الاردن وامين الكلمه ورجل الدوله معالى المستشار على الفزاع العوامله ونشارك اهل وذويه تقبل خالص العزاء فاننا نبتهل الى الله جلة قدرته ان يسكنه فى جنات النعيم مع الصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا ،،،
فلقد صدق ابو هشام وعهده وصلح عمله واجتهد لينال رضى الله ومبتغاه فى الجنه حيث كان رحمه الله قد سخر حياته لخدمة مليكه وشعبه والدفاع عن الاردن ومنجزانه ،،،،،ومن اجل سيرة الخير ومسيرة العطاء التى امضاها فى خدمة الاردن وشخصية الوقار التى يحملها المقرونه بدماثة الخلق وعظيم الاخلاق .... فيستحق "على الفزاع" منا جميعا الثناء وحسن الدعاء برجاء ان يسكنه الله بواسع رحمته وان ينزله بجنات النعيم انه سميع مجيب ، اللهم امين ،، ولروحه الفاتحه .