فيما يقترب موعد امتحان الثانوية العامة يرتفع القلق والتوتر عند الطلبة وذويهم. ومما يزيد من قلق الطلبة استحداث الوزارة كتبا دراسية جديدة لمباحث العلوم والرياضيات.
وتحاول وزارة التربية والتعليم جاهدة التخفيف من حدة ما يشعر به الطلبة في عامهم المصيري بسبب ما ارتبط بالذاكرة المجتمعية عن "التوجيهي ورهبته".
ورغم تطمين الوزارة للطلبة بأن طبيعة الامتحان، الذي سيعقد 4 تموز(يوليو) المقبل، لن تتغير عما كانت عليه في السنوات السابقة إلا أن مخاوف الطلبة تظل قائمة مما تخبئة ورقة الامتحان لهذا العام خاصة تلك المتعلقة بالمباحث العلمية الجديدة.
الطالبة هبه محسين من الفرع العلمي أبدت تخوفها من الرسوب. وقالت إنها لا تملك صورة واضحة لنمط الاسئلة في المباحث العلمية الجديدة. وبينت محسين أن طلبة التوجيهي في الوضع الطبيعي عادة ما يشعرون بالرهبة والخوف من الامتحان كونه يحدد مصيرهم، لكنهم هذا العام يعانون هما إضافيا تمثل بوجود مقررات جديدة تدرس للمرة الأولى.
وتابعت أن الطلبة عادة ما يلجأون لدراسة أسئلة من سنوات سابقة تساعدهم في تخيل طبيعة الأسئلة المتوقعة.
وشاركها بالرأي الطالب محمد الخوالدة من الفرع العلمي الذي قال إنه سيبقى أسيرا للتفكير بما تحتويه أوراق امتحان العلوم والرياضيات، وبين الخوالدة إن طلبة التوجيهي عشية الامتحان يلجأون عادة لحل أسئلة السنوات السابقة لاختبار انفسهم وتبيان نقاط الضعف لديهم لكي يتلافوها. ودعا الطالب وزارة التربية والتعليم لمراعاة ظروف الطلبة كونهم أول دفعة سيمتحنون بالمباحث الجديدة.
بدورها، اعتبرت الطالبة لين حميدي من ذات الفرع ان وجود اسئلة سابقة أو مقترحة ليس أمرا مهما كونه لا يقيد أو يحدد أسلوب دراستها.
وبينت حميدي أن الامتحان التجريبي الذي تقدم إليه الطلبة مؤخرا منح الطلبة فرصة حقيقية لاكتشاف مواطن الضعف والقوة في دراستهم كما ساهم في تهيئة الطلبة للامتحانات الرسمية.
ولفتت إلى أن الاسئلة التي وردت في الامتحان التجريبي تعد أسئلة مقترحة فعلى الطلبة استغلالها ودراستها فهي تدربهم على أشكال وأنماط الاسئلة التي قد ترد في الامتحان.
مدير إدارة الامتحانات والاختبارات في وزارة التربية والتعليم محمد كنانه أكد أن طبيعة الامتحان لهذا العام، لن تتغير عما كانت عليه في الدورات السابقة.
وقال إن نمط الأسئلة سيبقى مشابها للدورات السابقة حتى في اسئلة المباحث العلمية التي يمتحن بها الطلبة لأول مرة هذا العام ، بحسب الغد.
وبين أن الأسئلة ستكون موضوعية باستثناء مباحث اللغتين العربية والانجليزية والرياضيات التي ستتراوح فيها نسبة الأسئلة الموضوعية بين 50 إلى 60 % والباقي اسئلة مقالية.
وأكد أن الامتحان سواء أكان موضوعيا أو مزيجا من الاسئلة الموضوعية والمقالية (الإنشائية)، فهو يقيس نواتج التعلم التي يعبر عنها المنهاج الدراسي بمحتوى يتضمن مفاهيم ومعارف ومهارات وخبرات، وعليه فإن على الطالب التركيز على المنهاج لأنه المرجعية الوحيدة لواضعي الأسئلة التي تبنى وفق جدول مواصفات محكم.
وبين كنانة ان الاسئلة الموضوعية تقيس جميع المستويات المعرفية وصولا إلى المهارات العقلية العليا كما هو الأمر في الأسئلة المقالية. كما دعا، طلبة "التوجيهي" إلى متابعة دراستهم بانتظام.
وحذر الطلبة من الاعتماد على الملخصات التجارية، الموجودة في الأسواق كونها قد تربك الطالب وتعيق اتصاله بالمنهاج الدراسي.
ولفت إلى أن الوزارة، قررت مؤخرا إعادة مقررات الحفظ في امتحان "التوجيهي" للعام الدراسي الحالي، مضيفا أن المقررات تتمثل بمقرر الحفظ الخاص بمبحث اللغة العربية (الثقافة المشتركة) للفروع الأكاديمية والمدارس الشرعية الواردة في الكتاب الصادر من إدارة المناهج والكتب المدرسية في 24 آب (اغسطس) العام الماضي، بالإضافة لمقرر الحفظ الخاص بالوحدات المطلوبة في مبحث اللغة العربية للفروع المهنية.
وأكد كنانة، أن مقرر الحفظ الخاص بمبحث اللغة العربية (تخصص) للفرعين الأدبي والشرعي، مطلوب في الامتحان، فضلا عن مقرر الحفظ الخاص بمبحث التربية الإسلامية (الثقافة المشتركة) المشار إليه في كتاب التربية الإسلامية الصف الـ12- الطبعة الأولى 2018-2022.
وأوضح أن طلبة الثانوية العامة ممن هم الآن على مقاعد الدراسة في الصف الـ12، يدرسون مناهج دراسية جديدة، بعضها يتطلب مهارة استخدام الآلة الحاسبة.
وكانت الوزارة بدأت اعتبارا من العام الدراسي الحالي، بتدريس الكتب الجديدة في الرياضيات والعلوم (الفيزياء، الكيمياء، العلوم الحياتية، علوم الأرض) لطلبة الصف الـ12 "التوجيهي". وبين أن الوزارة بدأت باتخاذ كافة الاستعدادات للامتحان الذي سيعقد في 764 مركزا يشمل 1854 قاعة.
وأوضح أن عدد الطلبة المشتركين في الامتحان يبلغ 189192 مشتركا ومشتركة، منهم 126216 طالبا نظاميا، و62976 من طلبة الدراسة الخاصة من بينهم 8107 من مشتركي رفع المعدل.
ولأن امتحان التوجيهي في الأردن مرتبط بالقلق والتوتر عبر عقود، يقول أستاذ علم النفس والإرشاد النفسي المشارك في جامعة فيلادلفيا الدكتورعدنان الطوباسي إن كل شيء جديد يثير التوتر.
ويبين أن طلبة الثانوية العامة معتادون بطبيعة الحال على نمط معين من الأسئلة في الامتحان الوزاري ولكن يجب أن يدرك الطلبة نقطتين مهمتين هما أن هذا الاعتياد يشكل حالة من القلق والتوتر بسبب كثرة الاسئلة المتوفرة بين أيدي الطلبة.
والنقطة الأخرى تتمثل في أن المادة العلمية الجديدة التي يدرسها الطلبة هذا العام للمرة الأولى فرصة لكي يتمكن الطالب من التقاط أنفاسه كون المادة العلمية متوفرة أمامة والمطلوب منه أن يقوم بدراستها بشكل واف ليقوم بنفسه بتصنيف الوحدات الدراسية وأن يحدد الأفكار المهمة وبالتالي يصمم بنفسه الاسئلة المقترحة.
ويؤكد أن وجود مادة علمية جديدة يدرسها الطلبة لأول مرة تشكل فرصة لكي تكون الاسئلة محدودة وبالتالي سيتجنب الطالب حالة التشتت الذي كنا نشهدها في الأعوام السابقة ما بين دوسيهات واسئلة سنوات سابقة.
ودعا الطوباسي الطلبة وذويهم إلى الاطمئنان والهدوء وعدم إعطاء الامتحان هالة أكبر مما يجب، ناصحا الطلبة بأن يدرسوا، وأن تتخلل الدراسة راحة بين الحين والآخر، كي تترسخ المادة في الذهن ويلفت إلى ان الوزارة أكدت أكثر من مرة بأن الاسئلة الامتحانات ستكون من المنهاج الدراسي المقرر وانها لن تختلف عن اسئلة الدورات السابقة فعلى الطلبة ان يتحلوا بالامل لكي ينجحوا.
بدورة يقول مدير ادارة الامتحانات والاختبارات في وزارة التربية والتعليم سابقا علي حماد انه لا يوجد ما يستدعي القلق والتوتر لدى أبنائنا الطلبة وذويهم بخصوص تقدم أبنائهم للامتحان في كتب المباحث العلمية الجديدة والرياضيات.
ويشير حماد إلى أن واضعي الاسئلة لن يخرجوا عن الأفكار الموجودة في الكتاب المقرر فأسئلة الكتاب شاملة وكافية وعددها كبير جدا وتغطي كافة النتاجات العلمية المطلوب تحقيقها.
وأكد أن جميع الأفكار الواردة في تلك الكتب هي جديدة ولم تطرح بعد لا سيما وأن "التربية "أعلنت أكثر من مرة بأن الاسئلة لن تخرج عن أفكار الكتاب المدرسي المقرر وأن نمطها مشابه لأسئلة السنوات السابقة، وعليه فعلى أبنائنا الطلبة الاطمئنان.