تحتل الإمارات العربية المتحدة مكانة مرموقة بين الأمم والدول ، فمنذ أن أسسها الشيخ زايد بن سلطان أل نهيان - رحمه الله - صارت دولة ذات سيادة واحترام .وذلك لسياستها المبنية على الموازنة والمصداقية ، فمصداقيتها في التعامل مع مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.
وتنطلق في سياستها الخارجية التزامها بالانتماء الخليجي والعربي والإسلامي ، وحرصها على تعزيز وتوسيع العلاقات مع دول العالم .
فالإمارات نهجت سياسة خارجية ، متخذة الحكمة والإعتدال نهجا في مسيرتها ، ومناصرة الحق والعدالة وتبني أسلوب الحوار والتفاهم بين الأشقاء والأصدقاء في منابرها.
فالتزمت بقرارات الأمم المتحدة ، التي تنص على احترام مبادئ وقواعد حسن الجوار وسيادة الدول .
لقد استطاع الشيخ زايد- رحمه الله- أن يصنع الإمارات ، ويجعلها مضرب المثل بين الدول تقدما وحضارة في شتى المجالات .
ففي المجال الدبلوماسي : حققت الإمارات انفتاحا واسعا على العالم الخارجي ، أثمر عن إقامة شراكات إسترتيجية سياسية واقتصادية ، تجارية وثقافية وعلمية ، تربوية وصحية ، مع كثير من الدول العالمية .
وتتسم الامارات بسمة التسامح الديني ، وذلك أنها سمحت لكل من يعيش على أراضيها ممارسة شعائره وطقوسه دون مضايقة بغض النظر عن لونه وانتمائه.
وفي عهد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله- تم إنشاء مركز زايد لخدمة المسلمين الجدد ورعايتهم وذلك باحتضان المركز كل ما يؤدي إلى معرفة الإسلام عن قرب ، من أشرطة وكتيبات ومحاضرات تعرفهم بالإسلام .
أما في خارج الإمارات ترك الشيخ زايد - رحمه الله- أثرًا كبيرا في خدمة القضية الاسلامية بكاملها في مد يد العون والمساعدة للمسلمين في جميع أنحاء العالم حيث قام سموه الكريم ببناء المدن والبيوت كما في مصر وفلسطين وبناء المساجد والجوامع ومد شبكات المياه وتوزيع المصاحف واغاثة الملهوف والمحتاج .
والتاريخ يشهد بأن الشيخ زايد كان أول من سارع في مساعدة الشعب الأفغاني والصومالي واللبناني خلال خلال الحروب الأهلية التي اجتاحت هذه البلاد .
كما كان من أول المتبرعين في دعم وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي إضافة إلى إغاثة البوسنة والهرسك وتخفيف آلام تركيا وايران جراء الزلزال التي ضربت البلدين .
هذه مواقف بطولية من المؤسس زايد الخير رحمه الله لايمكن أن ننساها .
فما عزز الإنفتاح تطور حركة السياحة فيها وتيسير سبلها ، وتوسيع العمران ، مماجعل للبعيد يشتاق إليها ليرى ماتم إنجازه منذ التأسيس إلى يومنا هذا بقيادة سمو رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد وسمو ولي العهد الشيخ محمد بن راشد - حفظهما الله - من المشاريع والبرامج التنموية..
لقد قفزت الإمارات قفزا حضاريا يدل على حسن التخطيط لقادتها منذالتأسيس إلى الأن .
فزايد الخير أسس وأرسى قواعد البنيان ، وخير خلف لأبيه صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد - حفظه الله-شمَّر عن ساعد الجد والإجتهاد .
حفظ الله دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسمو ولي عهده الامين محمد بن راشد حفظهما الله والشعب الإماراتي النبيل .
.
بقلم الشيخ نو الدين محمد طويل إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا