في حادثة تحطم الطائرة في البقعة أمس وإستشهد على إثرها الرائد الطيار علي الحراسيس الذي واجه الموت بكل شجاعة وأبى في لحظة الخطر إلّا أن يُسطر أصدق معاني التضحية والفداء في سبيل ألّا يعُم الضرر على سكان المنطقة. رسالة تأكيدية على أن الجُندي ومُنذ لحظات إلتحاقه الأولى بالعسكرية يُسلّم روحه على كفّ من إنتماء للوطن، فيتخلى عنها كما لو أنها أرخص ما يمتلك أمام الوطن العظيم الذي يعدّه أغلى من الروح والحياة والوالدين والأبناء. فهو الإعتبار وفوق كل إعتبار.
فالعسكري إرتباطه الحقيقي والوثيق بسلاحه وشعاره وأرضه، إذ أن الوطنية المُتشكلة لديه مُنذ صغره تنمو وتكبر وتتجلى معانيها وتتضح أهميتها في داخله عندما يقوم بأدواره وواجباته العسكرية بكل أمانة. ويعتبر أن الأرض ومن عليها أمانة في عنقه، لذا لا يتردد في لحظات الدفاع والخطر أن يُغلّب مصلحة الوطن وأمن الناس على حقه في الحياة؛ فيواجه الموت بكل بسالة حتى يرتقي شهيداً للوطن
إننا إذ نحزن ونترحم على الشهيد الطيار علي الحراسيس الذي سيُضاف إسمه في سجلات البطولة والتضحية. لنُفاخر به وبمن سبقوه من الشهداء؛وبكل حملة الشعار وحاملي أمانة إستقرار الأردن ومواطنيه. فهم ركيزة من ركائز إستمرار بقاء هذا البلد مُتنعماً بالأمن والإطمئنان، وسيبقى كذلك بهمة جيشه ونشامى أجهزته كافة تحت ظل القيادة التي دائماً ما توجّه نحو مصلحة الوطن وأمن المواطن وتعتبرها أولوية.