تمضي القافلة في سبيلها محملة بمختلف البضائع ، متنقلة من بلد إلى آخر، متجاوزة البراري والقفار، غير عابئة بتقلبات الجو ومخاطر الطريق، وفي طريقها تخرج مجاميع الكلاب بنباحها معترضة عليها، محاولة منعها من التقدم في سيرها، لكن القافلة تمضي في طريقها بثبات، ولن تتمكن الكلاب النابحة من إيقافها ولو للحظة، أو ثنيها عن مواصلها مشيها، أو استلاب بعض حمولتها.
لن تمتلك هذه الكلاب غير النباح، ولقد جبلت بطبيعتها على الصياح ورفع الأصوات، لكنها تظل في النهاية عاجزة عن فعل شيء.
هكذا هم العواذل والحساد والمبغضين، يقفون دائما في طريقك محاولين إعاقتك عن تحقيق هدفك، والمضي في مشروعك الخاص، لا حاجة لهم بذلك سوى منعك من الصعود.
تدفعهم أنفسهم المريضة وطباعهم الشاذة لتثبيط هممك، وإيقافك عن بلوغ طموحك.
لا تكترث لهؤلاء إن ظهروا يوما أمامك، فأنهم كالكلاب بالنسبة للقافلة، عويلهم دليل على خوفهم من نجاحك، وما عليك سوى إغلاق أذنيك عن نباحهم، لا تلتفت لهم أبدا أو تعير أقل اهتمام لضجيجهم، أمض في طريقك واثقا من نفسك ومواهبك، استفد من طاقاتك وقدراتك الكامنة، وظف مهاراتك وخبراتك لبلوغ مرامك، سينخفض العويل تدريجيا حتى يختفي تماما، ولن تعد تسمع نباحا وقد بلغت القمة، فالكلاب لا تقوى على صعود القمم.