-لا أصدّق كيف نٌقحِم الدّين في السّياسة ، وكيف نَجعل من مُمارسة العمل السيّاسي شأنًا دينيّا ، فما شأن الدين في السيّاسة؟ وما شأن رجل الدّين في التّنظير للعمل السّياسي ؟ ما تعلّمناه في الجامِعات أن المُواطنة هي المِظلّة الّتي تمنح كلّ مواطِن الحقّ في المُشاركة السيّاسية، ولا تمييز بين الأردنيين في الحقوق والواجِبات ،وإن اختلفوا في العِرق، أو الّلغة، أو الجِنس ، أو الدّين!!!
- و لا أصدّق كيف نسمَح لأن يلفُظ الكِتاب أنفاسه الأخيرة في بلادنا ونحن أمّة إقرأ ، وبعض مكتباتنا على حافة الإفلاس ، وتعرِض كتبها للبيع بأسعار رمزيّة ، في حين نعيش في زمن أحوج ما نكون فيه للقراءة !!!
- ولا أصدّق كيف نتجاهل سلوك أطفالنا في قضاء أوقات طويلة في التِهام الطّعام أمام شاشات الأجهزة الذكيّة، ونسكتهم بِها عن الحركة ؛ ثمّ نتفاجأ عندما يُصابون بمرض السّمنة وتوابعِه!!!
- ولا أصدّق كيف لليوم تحتاج بعض النّماذِج من النّساء المُتميّزات لدعم شخصيّة نافِذة في الحياة العامّة، لتُحقّق أهدافها على الرُّغم من تَمتّعها بكافّة المُؤهّلات، والمهارات الّلازِمة لشغل منصِب قيادي، أو اكاديمي!!!
- ولا أصدّق كيف يؤذي الإنسان ويُجرِم بحقّ كائِن حيّ برييء في الشّارِع ، ويغتال روحه البريئة ، ثمّ يذهب للصّلاة ، وطلب الرّحمة من الخالِق !!!
- ولا أصدّق كيف يتحدّث الأردنيّون عن الأخلاق على السوشال ميديا ، ثمّ يقود البعض سيّاراتهم في الشّوارِع بدون حدّ أدنى من الإلتِزام بالأخلاق العامّة.!!!
- ولا أصدّق كيف نُطالِب بحقوق المُواطنة ، ثمّ نرمي أوساخنا من شبابيك السيّارات ، ونُطالِب الحكومات بخدمات عامّة ثمّ نترك مُخلّفات الرّحلات في أماكِن التنزّه العامّة، ونلعن الزّمن الّّذي جعلنا نعيش هذه الحالة المُزرِية!!!
- ولا أصدّق أنه لليوم جوهر حياة المرأة العربية عموما ، هو شكلها وجسدها وجمالها ، وأنها مازالت تفتقد لأي اهتمامات ثقافية أو فكرية في العموم، ولا يعنيها الشأن العام حتى من باب الفضول والانتماء للمُجتمع ولقضاياه!!!
- ولا أصدّق أنّنا لا نتوقّف عن الشّكوى من الرّجعيّة والتخلّف وإنعِدام الثّقافة وعدم قبول التنوّع ، والرأي الآخر ، ولا ندعم أو نُشارِك في أي نشاط فِكري أو ثقافي أو فلسفي من شأنِه أن يُحدِث تغييرًا في هذا الواقِع!!!
- ولا أصدّق كيف يَسخَر المُشعوِذون منّا ، ومن عقولنا على السوشال ميديا تحت مُسميّات مُختلِفة ، تبدأ بمؤثّر/ة، مرورًا بخبير/ة طاقة أوتنمية بشريّة ،أو خبير/ة أبراج ، وانتِهاءًا بناشِط/ة اجتِماعيّ، أو ثقافي ، او سياسي ،أو نِسائي، أو فضائي، أو بشري، من هم هؤلاء ، وما هي مؤهّلاتهم/نّ!!!
- ولا أصدّق العار الفِكري المُنتشِر هذه الأيّام و المُتخصّص بمُمارسة الدّجل ، وتغييب العقل وترسيخ الضّلال والنّفاق ، الّذي يعمل على اصطِياد الجمهور المُتعب، والمُغيّب والعاجِز عن إحداث تغيير على واقِعِه، ويُقدّم لهم الحلول المُزركشة في الظّاهِر، والوهميّة في الباطِن تحت شِعارات من القداسة و الرّضى والقبول !!!