اكد الكاتب والإعلامي محمد محسن عبيدات ان وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لها قدرة كبيرة على تشكيل الرأي العام وصناعة الاحداث، وأصبحت جزءا هاما من حياتنا اليومية و ادمنا عليها لدرجة انه لا يمكن باي حال من الاحول التخلص منها بكل سهولة ويسر لان معظم الاخبار و المعلومات والبيانات والصور والفيديوهات وغيرها نحصل عليها من خلال هذه التكنولوجيا الحديثة ، ووسائل الاعلام ، فكان من الضروري مواكبة هذه التغيرات والتعامل معها بكل احترافية ومهنية وحذر شديد
جاء ذلك خلال الورشة التدريبية التي قدمها والموسومة بـ " إعداد التّقارير الإعلامية وتصحيح الأخطاء الشائعة " وبتنظيم من مبادرة اربد تقرأ وجمعية عالم المعرفة وبالتعاون مديرية ثقافة اربد ووكالة نيروز الإخبارية و نادي حريما الرياضي ومبادرة بني كنانة تقرأ في مقر النادي وبحضور الاديب محمد الطعاني رئيس جمعية عالم المعرفة الاديب محمود علاونة رئيس مبادرة اربد تقرأ و رئيس نادي حريما الرياضي الأستاذ جعفر الزعبي .
وتحدث عبيدات كمقدمة للورشة حول مراحل تطور الاعلام ، مبينا ان الاعلام القديم كان يعتمد على أساليب بدائية مثل : اشعال النار والدخان للدلالة على امور كثيرة متعارف عليها فيما بينهم ، وجلود الحيوانات لكتابة الرسائل وتدوين المعلومات ، والحمام الزاجل والخيالة لنقل البريد ، والشعراء والباعة الجوالة وسيلة لنقل الاخبار بين المناطق ، لحين اكتشاف التلغراف والهاتف الثابت والراديو والتلفاز والصحف الورقية والتي اطلق عليه مسمى الاعلام التقليدي ، واما مع بداية القرن 20 وظهور شبكة الانترنت وثورة المعلومات اصبح العالم اشبه ما يكون بقرية وفي جهاز محمول يوضع بالجيب ، وكبسة زر يستطيع أي شخص ان يجوب العالم ويطلع على ثقافات الشعوب ، والاعلام الحديث احتل المرتبة الاولى محليا واقليميا وعالميا ، متابعة وانتشارا و تأثيرا، حمل اكثر من مسمى ،فمنهم من يطلق عليه اسم الاعلام الالكتروني او الرقمي او المجتمعي او الجماهيري ،واهم ادواته المواقع الالكترونية و المدونات والملتقيات و مواقع التواصل الاجتماعي كـ الفيسبوك وتويتر والانستغرام واليوتيوب والتكتك وغيرها .
وبين عبيدات ايجابيات الاعلام الحديث وكان أهمها : التفاعلية والقدرة على صناعة المحتوى الاعلامي ومعالجته وتنسيقه وتخزينه والرجوع اليه في اي مكان وزمان واجراء التعديلات والتحديثات بدون قيود او شروط ، وسهولة الحصول على المعلومة وتبادل الافكار والمعلومات والاخبار ، والتواصل والتفاعل بشكل مباشر وغير مباشر، واجراء المكالمات والمحادثات وارسال الرسائل والصور والفيديوهات ، وبناء علاقات وصداقات مختلفة من مختلف دول العالم ،والتعرف على ثقافات الدول ومعالمها الطبيعية والسياحية وغيرها ، ومن اهم سلبيات الاعلام الجديد :التدفق الهائل للمعلومات والاخبار جزء منه غير صحيح ودقيق ،والاشاعة واثارة البلبلة واحداث الفتن بين الناس وبين دول وأخرى ، وزيادة الجريمة المنظمة ، والآفات الاجتماعية و خطاب الكراهية والطائفية، والتناحر، والتنمر , والعنف الاسري والمجتمعي . ومصادر المعلومات والبيانات غير موثوقة، والتظليل الاعلامي، واستهداف الاطفال والشباب بمواد إعلامية تسيطر على عقولهم وسلوكياتهم وتدفعهم للإدمان الالكتروني.
وأشار عبيدات الى أهمية موضوع التربية الإعلامية بالوقت الحالي في ظل فوضى استخدام التكنولوجيا حيث تعمل التربية الإعلامية او الوعي الإعلامي او الثقافة الإعلامية او محو الامية الإعلامية الى امتلاك الفرد المهارات والفهم والوعي الكامل في التعامل مع الاعلام والانترنت بوعي وذكاء وبكل مسؤولية دينية و اخلاقية و وطنية وصولا الى الاستخدام الأمثل الامن في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ، وأشار الى انه لا يمكن تحقيق التربية الإعلامية الا من خلال وضع خطط وبرامج ومواد دراسية ممنهجة تتبناها الحكومة و تنفذها في المدارس والمعاهد والجامعات وفي دور العبادة ومن خلال المؤسسات الخدماتية و التطوعية الثقافية والشبابية والإعلامية وغيرها ، وذلك لحماية الأجيال الناشئة وجميع فئات المجتمع على العموم ، وهنا نشير أيضا الى دور أولياء الأمور في مضاعفة جهودهم الرقابية على الأبناء في تعاملهم مع الانترنت ووسائل الاعلام حتى نصل بهم الى بر الأمان .
وبين عبيدات كيفية اعداد وصياغة واخراج المواد الصحفية و الإعلامية بهدف اكساب المشاركين المهارات والقدرة على كتابة وصياغة المواد الصحفية، مستعرضا اشكال المواد الصحفية، وتوضيح الفرق بين الخبر والتقرير و قوالب الخبر الصحفي ، اجزاء المادة الصحفية ، وعناصر التقرير الصحفي عند الكتابة واهمها الإجابة على بعض التساؤلات وهي : من وماذا ولماذا ومتى وأين وكيف ؟ ويليها السرد والحوار والمراقبة والتحليل. واختتم عبيدات بالحديث حول أهمية استخدام اللغة العربية الفصحى عند كتابة التقارير الصحفية والابتعاد عن العامية والاخطاء اللغوية الشائعة.