مازالت محافظة الطفيلة تتصدر نسب البطالة و الفقر في ظل غياب الحلول للتخفيف من هذه النسب و المعاناه بسبب التهميش للمحافظة من قبل المسؤولين و عدم ترجمة حديث جلالة الملك إلى المسؤولين بضرورة الخروج إلى الشارع و تلمس حاجات المواطنين و تنفيذ المشاريع الإقتصادية من إنشاء مصانع مختلفة و شركات تخفف عنهم وطأة الفقر .
إن التهميش هذا ما هو إلا شيء مؤسف بحق الأبرياء من محافظة الطفيلة الذين لم يكن لهم ذنبٌ إلا أنهم من هذه الأرض الطيبة التي أنجبت الرجال الرجال من أبناء الوطن الغالي، و الذين انغمست جهودهم مع جهود المغفور له - بإذن الله - جلالة الملك الحسين بن طلال - طيب الله ثراه - في الدفاع عن الأردن و منجزاته التاريخية التي يتوارثها جيلٌ بعد جيل .
و في السياق نفسه ، يعاني أبناء الطفيلة في جنوب الأردن ممن حصلوا على شهادات جامعيّة معاناة قاسية، مرورا بسنوات الدراسة ،التي أرهقت أسرهم ،وانتهاء بعدم توفر فرص عمل على غرار ما يحصل مع غيرهم في عمان و محافظات أخرى؛ لتوفر المؤسسات الكبيرة التي تستوعب الكثير من فرص العمل والتخصصات الجامعيّة لهؤلاء الخريجين، علاوة على توفر الشركات الخاصة بشكل كبير ، التي تشكل الملاذ الآمن لطالب الوظيفة في تلك المحافظات .
في المقابل ،تفتقد المحافظة لهذه الميزة، لا بل أضيفت لها ميزة أخرى لا تقل ألما و وجعا بما تعانيه المحافظة بشكل عام من نقص في الخدمات و المشاريع وهي أكثر المحافظات ارتفاعا في نسب البطالة والفقر وفق آخر استطلاعات و دراسات حديثة أجريت مؤخرا . وينتظر ابن الطفيلة الجامعي الذي لا حول له و لا قوة سنوات وسنوات و ربما عقود كما يحصل مع الإناث ممن يحملن الشهادة الجامعية و ينتظرن التعيين شأنهن كشأن الأبناء الذكور الصابرين على لدغات الفقر و لهيب البؤس ، و لعل الفرج يأتي مع الحكومات المتعاقبة التي همشت الطفيلة و توعد بعمل المشاريع و حل مشكلة المحافظة ، لكن هيهات هيهات !!!
لذا أرى من وجهة نظر خاصة:
أن من واجب الحكومة بذل جهد أكبر لجذب استثمارات خارجية للمحافظة لإنشاء مشاريع و إيجاد استثمارات تعمل على توفير فرص العمل في المحافظة ؛ و ذلك لتخفيف الضغط على الحكومة و الموازنة و الحد من تفاقم المديونية ، و هذا يحتم عليها تشجيع رجال الأعمال لزيارة المحافظة لعمل المشاريع ؛ كون المحافظة تتمتع بميزات جذب و أستثمار ، علاوة على تميزها بموقعها السياحي الساحر و جمالية قراها ذات الطبيعة الأثرية ، زيادة على العادات الحسنة ، التي يتمتع فيها أبناء و رجال و وجوه محافظة الطفيلة من كرم وتسامح و شهامة و نخوة و تعامل راقٍ مع زوار المحافظة من الضيوف و الزائرين.
كما أرى ، أن من واجب الحكومة فتح المجال لأبناء محافظة الطفيلة للراغبين للإلتحاق بالأجهزة الأمنية و الجيش والأمن العام و الدفاع المدني من كافة المستويات ، علاوة على زيادة حصة المحافظة من التعيينات في المستشفى المدني و العسكري والقطاعات الأخرى ، خاصة ممن يحملون مؤهلات علمية متخصصة ؛ كون هذه القطاعات الرسمية المتنفس الوحيد لأبناء المحافظة للإلتحاق في العمل الرسمي في مؤسسات الدولة المختلفة الموجودة في المحافظة .