كنتُ نائمًا عندما اتصل بي الدكتور علي العزّام كذا مرة وقال لي: الرئيس بانتظارك؛ تعال بسرعة.. إذنْ؛ سأكون بعد قليل أمام الدكتور نذير عبيدات رئيس الجامعة الأردنية وجهًا لوجه.. تلاحقت الأسئلة وأنا في الطريق إليه: هل هو مزّيح؟ كيف أبدأ حديثي؟ هل أقول كذا أم كذا؟ ؛ لا لا بلاش من كذا.. ما هي الأولويّات هنا؟ أعرف أن اللقاء لن يطول فالرجل غارق حتى "شوشته" في التفاصيل اليومية لخمسين ألف طالب وأكثر؛ هذا بالإضافة إلى فرحه الشديد بتحقيق الجامعة الأردنية مركزًا متقدمًا عالميّا ولأوّل مرة وفي عهده.
المهم؛ أنا الآن في مكتبه.. كيف أبدأ؟ انقذني الدكتور العزّام وتولّى التقديم والتوطئة حتى قال: احكي كل طلباتك وملاحظاتك مرّة واحدة .. وأنا لحظتها لا أريد سوى شيء واحد: أن أرى ابتسامة رئيس الجامعة لأرتاح نفسيًا وأنطلق؛ فأنا أكره عرض أية فكرة أو مطلب لوجه غير بشوش.. ولكن كيف سيبشّ في وجهي وأنا لم أقم بأي شيء يدعو للبشاشة.. الحمل عليّ والكرة في مرماي؛ وهذه لحظة تاريخية بالنسبة لي فقط؛ ويجب أن أُخرج الشخص المستغل الذي في داخلي؛ يجب أن أنتهز وأصبح من الانتهازيين.. فقررت بعد سرحان قصير مع نفسي أن أكون على "نصف سجيتي" وإيش ما يصير يصير بعدها.. !
قلت: عندي ثلاثة طلبات وإذا تحقق الرابع أكون من الشاكرين.. لحظتها ابتسم د. عبيدات.. أي والله ابتسم.. لا يعني الرجل كِشري.. بل ابتسامته تعني لي وحدي فقط أن انطلق.. وانطلقتُ .. وللحق الرجل كان مستمعًا والدكتور العزّام ما خلّى من جهده جهدًا إلّا وصبّه على كلامي..
لا أستطيع أن أنقل لكم نتائج الجلسة.. ولكنها مريحة وفيها طمأنينة لما سيكون .. وكل شيء بوقته "مليح".. وحينما فاجأني الدكتور نذير عبيدات بسؤاله: وما الطلب الرابع وهو يضحك.. ضحكت.. فلم يكن عندي أي رابع ولكنني استدركت وقلت: أن أراك كل أسبوعين ثلاثة.. قال: تعال بأي وقت.
ملاحظة قبل أن أختم: قد يتصوّر البعض أنني بالغتُ في تصوير المشهد للقاء من المفترض على شخص بمثل تجربتي أن يكون عاديًا.. ولكنني أحببتُ أن أنقل لكم حتى حديثي مع نفسي قبل اللقاء وأثناءه لأنه هو الأهم بالنسبة لي .. التصوير النفسي الذي يخفيه كثير من الكتّاب ليكونوا "الهيرو" وأنا لا هيرو لا ميرو..!
في المرّة القادمة إن شاء الله سأحدثكم عن انخراطي في الفصل الصيفي الذي تمرمطتُ حتى أكملتُ التسجيل فيه وها أنا أكتب لكم وأنا ألبس المكويّات لأذهب للجامعة.. انتظروني.