يتكون الغلاف الجوي للكرة الأرضية من طبقة من الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون، والتي تشكل ما نسبته حوالي 75% من غازات الغلاف الجوي ، كالأوزون ، والميثيين، وبخار الماء وأكسيد النيترات وتلعب هذه الغازات جميعها دورا حيوياً وهاماً في المحافظة على الحياة على سطح الكرة الأرضية، بحيث تحفظ درجة حرارة الكرة الأرضية في حدود 1.5 درجة مئوية ، بحيث تتمكن الكائنات الحية مثل الإنسان والحيوان والنباتات من البقاء على قيد الحياة ، وبدون هذه الغازات فإن درجة حرارة الكرة الأرضية قد تنخفض إلى -18 درجة مئوية تحت الصفر .
وتستمد الكرة الأرضية طاقتها من خلال إشعة الشمس التي تسقط على سطح الأرض حيث تمتص بعضاً من هذه الطاقة وتخزن على شكل Thermal Energy والباقي ينعكس على شكل موجات إشعاعية Infrared وتقوم غازات الانحباس الحراري، مثل بخار الماء وثاني أكسيد الكربون وغاز الميثين بامتصاص تلك الموجات الإشعاعية في غلاف الكرة الأرضية قبل تسربها ، مما يشكل ما يسمى بظاهرة الإنحباس الحراري، وكلما زادت كثافة طبقة الغازات كلما زادت درجة حرارة الأرض ، أي أن هذه الغازات تعمل كالغطاء.
ومنذ ذروة الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر قام الإنسان بحرق المزيد من الفحم، النفط، الغاز الطبيعي لإنتاج الطاقة الكهربائية لصناعة السيارات والطائرات والصناعات الأخرى وعملية الحرق هذه تؤدي إلى انبعاث المزيد من ثاني أكسيد الكربون، مما يزيد من تركيزه في الغلاف الجوي ، حيث وصلت كثافة ثاني أكسيد الكربون إلى ضعف مما كانت عليه منذ انطلاق الثورة الصناعية، وهذا يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الانحباس الحراري Global Warning بسبب الارتقاع المتزايد في درجة حرارة الكرة الأرضية ،حيث كانت عام 1998 أكثر السنين ارتفاعاً في درجة الحرارة منذ آلاف السنين وفي عام 2003 قتلت موجة الحر في أوروبا حوالي خمسة عشر ألف إنسان وتؤدي ظاهرة الإنحباس الحراري إلى
2- الفياضانات والمجاعات فعلى سبيل المثال ضرب منذ سنوات قليلة أقسى جفاف في صوماليا.
3- تقطيع أشجار الغابات المستمر يؤدي إلى إنبعاث 20% من ثاني أكسيد الكربون من المجموع الكلي واما الباقي يتوزع على الصناعة حوالي 31% والمواصلات 14% والبناء حوالي 15% ...الخ
4- ويؤثر الإنحباس الحراري إلى زيادة حرارة الأرض وعلى الزراعة ونقص الغذاء نتيجة الجفاف
5- وتؤدي ظاهرة الإنحباس الحراري أيضاً إلى نشوب النزاعات والحروب بين البشر
وتشير الأحصائيات أنه في عام 1990 كانت كمية انبعاث ثاني أكسيد الكربون للعالم أجمع حوالي 20 بليون طن بينما في عام 2010 وصلت إلى 48 بليون طن إي بنسبة زيادة 100% خلال عشرين سنة، وللمقارنة ففي عام 2009 انبعثت من الصين حوالي 7.7 بليون طن من ثاني أكسيد الكربون بينما الولايات المتحدة 5.4 بليون طن والهند 1.6 بليون طن واليابان 1.9 بليون طن والأردن 20 مليون طن وأما الشرق الأوسط بأكمله حوالي 1.7 بليون طن ويقدر متوسط انبعاث ثاني أكسيد الكربون للفرد على مستوى العالم 4.49 طن/للإنسان وفي الأردن فتقدر بحوالي 3طن سنويا للشخص الواحد.
والبصمة الكربونية هي معدل إنبعاث ثاني أكسيد الكربون من أي نشاط متعلق بأي إنسان أو منشأة فعلى سبيل المثال ان البصمة الكربونية للسيارة عندما تبدأ العمل على الطرق هي 4 طن/سنوياً إنبعاث من غاز ثاني أكسيد الكربون ولتعويض هذه الضرر على البيئة على افتراض ان عمر السيارة 25 عاماً فإننا نحتاج إلى زراعة 100 شجرة، ويمكن حساب البصمة الكبرونية وذلك بالاطلاع على الموقع WWW.CARBONFOORPRINT.COM. وقد تطور علم الهندسة ليأخذ بالحسبان البصمة الكربونية للمباني بحيث تكون تصاميم الهندسية أقلها ضررا على البيئة فعلى سبيل المثال يتم إدخال المواد المحلية في البناء بدلاً من الاستيراد لتخفيف ابنعاث ثاني اكسيد الكربون نتيجة نقل تلك المواد من مسافات بعيدة. ولتخفيف الضرر على كوكب الأرض فهناك مؤتمرات تعقد سنوياً ومن أهمها مؤتمر Koyto والتي نتج عنه Koyoto Protocol حيث إلزم الدول سقف أعلى لانبعاث ثاني أكسيد الكربون وهناك جمعيات كثيرة تهتم بهذا المجال ومن أهم توصياتها:-
1- إعادة تدوير المواد مثل البلاستيك، الخشب وغيرها فإعادة تدوير زجاجة بلاستيك توفر طاقة لمدة ثلاث ساعات.
2- إستخدام الأخشاب فقط من الغابات التي يتم زراعة أشجار بدل المقطوع.
3- زراعة الأشجار بكثرة
4- إستخدام الزجاج الحافظ للحرارة فعلى سبيل المثال عندما استخدم هذا الزجاج لمبنى Empire State Building تم خفض معدل إنبعاث ثاني أكسيد الكربون حوالي 100,000
طن خلال 15 سنة وهي تعادل ضرر25,000 سيارة على الطرق في السنة.
واظهر التقرير صادر عن الامم المتحدة قبل عدة سنوات حول تغيير المناخ انه في المتوسط بحاجة الى ترليون دولار سنويا في قطاع الطاقة حتى عام 2050، وذلك من اجل البقاء دون عتبة درجتين مئويتين لسطح حرارة الأرض ، واما الجهود الان تبذل لإبقائها عند حدود 1.5 درجة مئوية، وتجدر الاشارة الى اهمية ان تقوم وزارة البيئة بدور فعال
في هذا المجال، وذلك بالبحث مع وزارة الزراعة للبدء في مشروع وطني لزراعة الأشجار، فلدينا مليون طالب يمكنهم زراعة مليون شجرة سنويا ، وكذلك عمل البرامج التوعوية للمواطن الذي يرغب في مكافحة تدمير العالم، من خلال زرع الاشجار في غابات تكون باسمه وباسم عائلته، وكذلك توعيه طلاب المدارس منذ الصغر وادخالها في المناهج بهذا الشأن ، للمحافظة على كوكب الارض وتجنيبه الدمار بسبب البصمة الكربونية للإنسان ،فلنعمل على مشروع الأردن الاخضر .