احيانآ يتوقف المرء ويستعيد ذكريات مضت ، ذكريات تعود جذورها الى ايام الطفوله وما بعدها .
اشخاص عزيزون علينا ، اصدقاء كانوا لنا ام اقرباء ، غادروا بصمت واصبحوا من الماضي ،الا انهم تركوا اثرآ في حياتنا ، فاذا أستعرضنا اسماءهم فقد نصاب بالذهول ، قد تصل اعدادهم الى العشرات .
اين هم ؟
انهم لم يعودوا جزء من الحاضر المادي ، الا اننا نتذكرهم وكانهم ماثلون امامنا ، فهذا كنت العب معه في الصغر وذاك كنت ازوره وأتناول الطعام معه .
يا للهول أأستطيع ان التقي بهم ؟
الجواب معروف، فقط عبر المخيله والذاكرة ، واتساءل اين اموالهم وبيوتهم وملابسهم ومزارعهم ، أتركوها بهذه البساطه ، ولماذا لم ياخذوا معهم ما افنوا حياتهم من اجله، او على الاقل امتعتهم الخاصه كالملابس والتلفون والنظارات.
ادركت لاحقآ انهم لن يحتاجوا لها اطلاقآ ، كما لنهم لن يتواصلوا معنا بمعنى ( حلقولنا على الناشف ) اذا كان الامر كذلك فلماذا نتذكرهم ، ونسعى بين الحين والاخر ان نستعيد ذكراهم ، انه الوفاء لهم ، والوفاء لتلك اللحظات التي كانوا معنا ،والسؤال الذي لابد منه ، هل ما جمعوا من اموال وتركوا من ابناء وما اقاموا من علاقات سوف يحاسبون عليها ، ايحاسبون على ما تركوه ؟
نعم سوف يحاسبون بالقيراط عليها حتى وان كانت حبة خردل .
وهنا توقفت برهه اليس مصيرنا كمصيرهم ام ان لنا معامله خاصه ، وتوصلت بذكائي الخارق اننا سنلقى نفس المصير .
اذا كإن الآمر كذلك لماذا جلنا لاهون في الدنيا نجمع ونترك ، اليس من الاولى ان نعتبر مما حصل لهم وسوف يحصل لنا ، ام ان على قلوب اقفالها ، نريد فقط ان نعيش وعند الموت كما قال احدهم ( يحلها الف حلال )
ولكن الذي لا يعلمون ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بانفسهم )
ان لم نبادر وتسعى الى الهداية، فأن الله لن يهدينا .
الوقت يمر ، والقطار يسير ، والكرة في ملعبنا مادمنا على قيد الحياة ، فأن غادرنا اغلقت الصحف ، وحل الحساب ،ولن ينفع الندم .