هو رائد التعليم في بلدة الطيبة، وأول مدير لمدرستها، لم نهتدِ إلى معرفته، لأن اسمه موضوع على لوحة مدراء المدرسة: يعقوب افندي (فقط) وقد سألت مدراء المدرسة عنه فأجابوا بأنهم لا يعرفون أكثر من ذلك.
وبعد البحث تم التوصل في كتاب (أول مئة موظف) بتكليف من جامعة العلوم الإسلامية، عرفته من خلال الملفات بالمكتبة الوطنية، وتبيّن لنا أنه أقدم موظفي الدولة على الإطلاق، وكان ترتيبه الأول من المئة.
هو يعقوب بن إبراهيم بن سالم التعمري. أتى والده من بيت لحم بجلوة عشائرية، وأقام بالطيبة، ولما أرادت زوجته الولادة أخذها إلى إربد فولد يعقوب بين الطيبة وإربد عام 1879م، نشأ في إربد وتعلم، ثم تعلم بدار المعلمين الإبتدائية بدمشق، ثم عين مديراً لمدرسة الطيبة عام 1919 (وليس بعد هذا التاريخ كما هو مشهور في الطيبة) وبقي فيها حتى عام 1931، ثم نقل إلى الطرة ، وأحيل على التقاعد عام 1933، ومات في إربد عام 1943، رحمه الله وغفر له، وجزاه عنا كل خير.
ثم تحدثت المعمَّر سلمان حداد أبو عوني عنه، فعرفه، وأدركه مدرّساً ومديراً، وقال لي إنه كان يطلب من كل طالب في فصل الشتاء أن يأتي بحطبة، من أجل التدفئة، ومّن لا يحضر الحطبة يُطرد. وكان جادّاً في تدريسه، وصارماً في إدارته.
وكان أكثر طلاب المدرسة حُفاة في زمنه وزمن الشيخ محمد حسن الصمادي (1919-1940م) .