الكون بافلاكه ونجومه وشموسه واقماره،محكوم بقوانين كونية.كل شيء يجري بحسابات دقيقة.كذلك الحياة، بكل ما تزخر به من ابداعات واحباطات وتقلبات،وما تفبض به من تضحيات وانتكاسات،محكومة بقوانين دقيقة صارمة،لا يمكن الخروج عليها او منها.اذاً، لا مكان للصدفة على ارض الواقع العملية.فنظريات الصدفة والطفرة لم تصمد امام الحقائق العلمية.النجوم العظيمة البعيدة، قد تكون محجوبة برؤية الانسان المحدودة، وربما متوارية لاسباب فلكية،الا انها موجودة بانوارها المتلألئة وعظمتها المبهرة. ما ينطبق على الكون،ينطبق على الانسان الذي انطوى فيه العالم الاكبر.
لا جدال ان العناوين الساطعة تجذبك رغماً عنك،والخيول الاصيلة توقعك في عشقها دون ان تدري،بينما الوجوه الطيبة تدفعك لإلتقاط صورة معها، كي تحتفظ بها في قلبك لا ارشيفك اما الشخصيات المؤثرة تسحرك بتألقها،فتشعر بالتزام نحوها للكتابة عنها،لانها شخصية عامة جديرة بان تُقتدى.
احمد الصفدي،رئيس مجلس النواب الاردني الحالي،له مجال مغناطيسي واسع . لهذا وجدت نفسي تحت قوة خفية دفعتني،للحديث عنه...شيء ما جذبني للكتابة بلا تحضير لها او استعداد مسبق .لا ادري هل هو التألق في ادارة مجلس النواب،لا سيما في الجلسات الاخيرة ام الاعجاب بشخصيته القوية المرنة وهو يتعامل مع النواب بدلوماسية بين الليونة والشدة الحانية،ام الهارموني في قيادة الجلسات،كمايسترو يعزف قطعة موسيقية،لا احلى ولا اجمل منها،تُشنّف الاسماع باعذب الالحان،وتنعش القلوب المهمومة بالهّم العام،وتُرخي الاعصاب المشدودة من كيد الاعداء. كلمات الرئيس الصفدي،ترسل رسائل للمغرضين من اصحاب الشائعات كفى فبركة لقصص واهية.
الاردن كان و لم يزل الاغلى والابقى من ترهاتكم.حقاً هي ادارة ممزوجة بالمحبة وقيادة متلازمة مع الاخوة الصرامة التي تفرضها صراعات التباين في وجهات النظر والخلفيات الفكرية وتباين الميول واختلاف المشارب السياسية .
عواصف ذهنية متضاربة في كل جلسة،ومع كل حدث. لكن الربان الحاذق، احمد الصفدي الماسك بالدفة وبوصلة الاتجاه الاتجاه نحو مرفأ المنفعة العامة.تراه يمنع الخروج على قواعد اللعبة البرلمانية والخطوط الوطنية محرمة.
لا شك ولا جدال ان للقبة حصانة وهيبة، واحكام قاطعة، لا يجوز تجاوزها ،والتمسك بها قانون ملزم لا يجوز خرقه.فالمجلس ابتداءً وظيفته تشريع ورقابة.ورغم كل ما يحدث هنا وهناك في بعض الاحايين من هنهنات،الا ان جسور الود تظل قائمة بين الرئيس والاعضاء كافة،فلكل عضو حقه في الكلام والاحترام بصفته الشخصية، ولمن يمثلهم دائرته. وتبقى توجيهات سيد البلاد،جلالة الملك عبد الله،المعلم والقائد والملهم،على راس التعليمات لما تحمله من حكمة وحنكة وما فيها من مصلحة عليا للبلاد والمواطنيين.
الرئيس كما اعضاء المجلس كافة،يعملون في دائرة الضوء،وتحت فلاشات التصوير،وترصد كل نأمة لهم الميكرفونات.كل هؤلاء شهود،اضافة الى ملايين العيون المتابعة والمُراقبة. فلا مجال للادعاء او الاستخباء او الاستخفاء،وصدق رب العزة في عُلاه حين قال :ـ . " كلُ الزمناه طائره في عنقه ".
للامانة الصحفية والمهنية،ومن خلال متابعتي لإداء المجلس كمراقب صحفي،اشهد ان الرئيس احمد الصفدي طاقة متوقدة بالنشاط.فقد قام بعدد من الزيارات الاقليمية والعربية والخارجية تكللت بالنجاح،وعمل جاهدا على ربط مجلس النواب الاردني، بروابط متينة مع البرلمانات العربية والاجنبية،التي عكست سمعة طيبة على الاردن واهله،وخاصة المسار الديمقراطي المتقدم .اصفدي يعترف جهاراً نهاراً،ان كل ذلك جاء بفضل توجيهات القيادة الهاشمية الحكيمة.
للامانة الصحفية ، في مثل هذا النوع من الكتابة،يجب ان يبتعد الكاتب عن عاطفة السرد للوقائع، واي شكل من اشكال العواطف الانسانية،بمعنى ان ينتهج الحيادية،ويعتمد الحقائق الثابتة المجردة الظاهرة للعيان ،وهذا فعلاً ما كان.فالصحافة ليست وظيفتها ملاحقة الخلل والتأشير على الاخفاقات،وارتداء نظارات سوداء بل يجب تسليط الضوء على النجاحات ومكامن القوة لتكون نبراساً وقدوة.
في هذا الزمن المكتظ بالنبوءات السلبية،المزدحم بالإشاعات الظالمة المظلمة،المليء بالاحباطات من لدن معوقين، جل همهم وضع العصي بالدواليب.لهذا ،نحن بحاجة الى مساحة مضيئة وسط هذه العتمة، وثقة بانفسنا لتخطي مرارة الواقع وتبني تجربة قيادية رائدة،لبغة مختلفة عن المتحجرة السائدة. ولنا في مجلس النواب، بادارته الحكيمة الحازمة خير مثل ومثال،بل و جديرة بالاقتداء بالتعميم على المؤسسات التي تعاني من ترهل وبيوقراطية قاتلة في زمن الكمبيوتر والثورة الرقمية.احمد الصفدي رئيس مجلس النواب....ابدعت .