عندما تمر ذاكرة العمر لتعرض سير الأولين والحياة التي كانوا على نهج.له قيم الادب والتوافق الفطري بنقاء السريره قد نذهل من مواقف بشر اليوم. لأتساءل هل الحياة نشأت على أطوار البشر تراتلو عليها، والتى قد تفضي إلى اماطة اللثام عن الجاثمون في زوايا الساحة يتملكهم الخذل وإحباط الذات يتلونون بلون الطيف من أطوار النفاق تخلو من انماط حياة أسلافنا أجدادنا، كبوة الإشراق والازدهار والقلوب المؤتلفه.
نعيش في وسط لا يعرف للصدق مكان، كل من حولك يعانون من متلازمة بالكاد تقارن بالحرباء، إنه النفاق حقا إنه أسوء الأزمنة على الإطلاق ولا ندري لعلّ القادم أشد وزراً، أراه ملاكاً أمام البعض على عكس ما يبديه أمامنا فأقف في حيرة، أهذا هو! أم أني كعابر في الصحاري يتوهم بالواحة!
أصبحت أظن بنفسي أني قد اقترفت إثم عظيم أو فاحشة لا قدر الله، لأنّ توغلت في قضاء أوقات مع منافق، وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً، كرهت الأمر لدرجة أني أظنّ بنفسي لكني تعلمت، وقد أيقنت تماماً ما معنى الحضارة الحقيقة وأن ما آل إليه العالم من اختراعات وتطورات ليس جديراً بما حققه الأولون، الفرق شاسع هم كانوا بالصدق والأمانة يحييون أما نحن فأصبح ندرة أن تلقى الصادقين، تجردّوا من قيم ديننا ومن رقيه العظيم وصارت الحضارة والتحضر تؤخذ من آراء المستشرقين، وأن تتبع أحد علمائنا فأنت بنظرهم تقليدي!
لا تضعوا المنافق في موضع لا يستحقه، ليس كل ما ينطق به مؤمن به، كم من الوعود أقرّها وكرر بها ولم يحرك ساكن حيالها
عن نفسي والله بعد أن عرفت أحد المنافقين وغلوه في فسوقه وكذبه، والله أني أخشى على نفسي منه، تأكد تماماً أنك ستكون مخطئاً أمام الضمير إن لم تتحرر من أخلاقيتك التي تمنعك أن تكذبه وتجادله في حقك أمام الآخرين، سيزداد غلواً وكذباً وسيجتهد ويستمر بأن يرمي كل عثراته بثقلها على أعتابك، في مجتمعنا المتأسلم والمتزلف، هو منافق إذاً هو الرابح، الكذب دهاء، والغلو فيه شطارة، فلن يجرؤ أحد وإن كان صادق أن يقف أمامه سيحاول مراراً أن يتجنبه سيسكت ويتغاضى قدر استطاعته، فقط كي يتجنب زوره وبهتانه، لكن عليك أن تكون وقحاً حتى تستطيع الرد بالمثل، أو أن تكون مدركأ عالماً بلغت من الحياة مبلغاً حتى توقفه وتضع له حداً، أما إن كنت في مطلع شبابك ثائر على الحياة تتعشق الصدق وتسعى لإحياء الحق، فوقوعك فريسة مع مرتع الفاسدون سيكون السلّم الذي تتسلقه أما أن يبقيك على طريقك في محاربة الباطل أو أن تسقط أخلاقياً لتصيح مثله وتحلق في أجواءه، فاحذر الضلاله
أكثر ما يروقه هذا الصنف من البشر أن يراوغ جداً في حديثه عن القيم والأخلاق، عن الثقافة والحضارة، ولكن تأكد تماماً أنه لا يعرف عنها شيئاُ، كل الذي يعرفه بضع من الشعارات والكلمات المنمقة حفظها من صحيفة أو سمعها من أحد فاستعارها، وللتنويه أنه ليس بحاجة إلى مذكرة ليسجل عليها ما قرأه في الأخبار أو ما سمعه، سيكتفي بأن يسترق من خطابك الموجه إليه وحجتك عليه الكثير، ليقف أمام الجميع، أولئك الذين كان آية مصحف أمامهم، ليحاجك يإثمه وتفريطه بحق الله قبل حقك، لتصبح أنت المتهم وهو الضحية