وأنا الذي اتشرف بأن انتسب إلى سُلالةِ أُسرةٍ ...كان لها شرف خدمة القبيلة.. وأبناء باديتنا الشماء ..وهذا الوطن الاردني العزيز ...وقيادته الهاشمية المظفرة ... منذ مايزيد عن مائة عام ....أكتب اليوم ..مُشخِّصاً ومُحللاً وناصحاً...
ولعل القارئ الحصيف لسيرة هذا الوطن الغالي...يجد أن القبيلة والعشيرة ...ماغابت يوماً عن عين هذه الدولة وضميرها ... وقد كانت العشيرة ومازالت مكوناً أساسياً وفاعلاً من مكونات الدولة الأردنية منذ بواكير نشأتها ...وحتى أن اشتد عودها ...واستكملت عناصر قوتها...وللإنصاف ..أنه وفي يُسر الدولة ...وفي الفترة الواقعة مابين بداية السبعينات وبداية التسعينات من القرن المنصرم ...فقد أحدثت الدولة تنمية شاملة على امتداد مساحات بواديها الشاسعة الثلاث ..عجزت عن القيام بها في حينها دولاً نفطية عملاقة ...فشقت الطرق ..وأنارت البلاد ... وأنشأت بنية تحتية عز نظيرها ..ومدارس ومراكز صحية ..وابتعثت العديد من أبناء البوادي للدراسة على نفقة الدولة في الداخل والخارج ..وتبوأ العديد من أبناء البوادي ..المواقع المتقدمة من مواقع صنع القرار في مؤسسات الدولة المختلفة ... وأدت الدولة دورها الرعوي الأبوي على أحسن وجه ....واليوم ...وفي ظل ما تشهده المنطقة ككل من ظروف إقليمية ودولية حرجة ودقيقة وغير مسبوقة ... وتراجع الدور الرعوي الأبوي للدولة....وفي عُسر الدولة...وضيق ذات اليد ...ومحاولات التضييق عليها وعلى موارد دعمها القريبة والبعيدة ...وانعكاسات مايشهده هذا الإقليم من أزماتٍ أصابت بنيتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ....ومحاولات النيل من مواقفها الصلبة على الساحتين الدولية والإقليمية إزاء مايجري على الأرض الفلسطينية....وفي ظل الاستهداف الدقيق للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف..
لايليق أبداً بالبعض من زعامات القبائل والعشائر ووجهائها ....أن يقفوا موقف المتفرج الناقد ...إزاء كل مايجري فيتنصل البعض من مسؤوليتهم الوطنية المطلوبة ...ويخرج البعض منهم على خطاب الدولة الرزين المُحكم ...ويرتفع صوت البعض الآخر على صوت الوطن ...... ولايليق بهم أيضاً أن يتنكروا لما انعمته عليهم دولتهم ...سنين طويلة ..... من مكاسب جهوية واجتماعية ومعنوية واقتصادية .....تنفعوا بها .وتنفع بها ابنائهم واحفادهم .حتى يومنا هذا ...ولا أفهم ...أبداً ..أن يقابل كل هذا ....بالنكران ...وإدارة الظهر ...أو بالحيادية السلبية المقيتة.....ومن المهم هنا أن نعي جميعاً.....أن هذا الوطن الغالي..سيبقى ....صامد كالطود في وجه العاتيات.....لاتهزه ريح حاسد ...ولايخلخل بنيانه حقد حاقد ...وقد خيّب رهانات الكثيرين على ديمومته واستمراره ...ولعله من المفيد أيضاً أن نفهم جيداً
.... أن الدعوة إلى ممارسة الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير ..لاتعني أبداً ...الانفلات واستباحة الأعراض والخصوصية المحرمة ...وإشاعة الفوضى والسوداوية ......أو الإنقلاب السافر على منظومة مايحكمنا من قيم وعادات وأخلاق في مجتمعنا الاردني النبيل.