والشكرُ واجبٌ أخلاقي ومحفز على المزيد من العطاء، وهو ثوابٌ ومكافأة، لا يكلفنا اداؤه فلساً واحداً !!
قال الإمامُ علي كرّم الله وجهه: "اُزْجُرِ المُسيءَ بِثَوَابِ اَلمُحْسِنِ" !!
ونبهنا الله عزّ وجل إلى ضرورة الشكر واهميته وأثره، كما نبه علماءُ النفس إلى تأثير الشكر على الدماغ وعلى نظام المناعة وعلى العمليات الدقيقة في العقل الباطن !!
تشمل فاتحةُ القرآن الكريم، التي نرددها كل يوم عشرات المرات، جملةَ الشكر البارزة {الحمدُ لله رب العالمين}.
وسمّى ربُّ العزة نفسَه شاكراً، في قوله تعالى: {وكان الله شاكراً عليماً} في دلالةٍ عظمى على قوة الشكر وفضله.
وقال تعالى: {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}. في حث رباني على الشكر لأنه من اسباب المضاعفة والزيادة والخير ودوام النعم.
وردت كلمة الشكر 74 مرة في القرآن الكريم. في دلالة ساطعة على أهمية الشكر والامتنان والتعود على قوله وتكرار اللهج به.
وثبت عن الرسول الكريم قوله: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس". ان في الربط بين شكر الله وشكر الناس، حث على اعتماد الشكر وممارسته.
ونُسِب إلى الرسول الكريم قوله: "بالشكر تدوم النعم". في علامة معززة لضرورة الإعراب عن الشكر.
وخصص مسيحيو أميركا وكندا وبلاد أخرى، عيداً خاصاً هو "عيد الشكر"، أساسه احتفالات كان يقوم بها المزارعون بعد موسم الحصاد لكي يشكروا الله على ما منحهم من خيرات.
و جاء في رسالة بولس الرسول: "كُونُوا شَاكِرِينَ".
وقرأت ان العلماء وجدوا أن للشكر تأثيراً محفزاً لطاقة الدماغ الإيجابية، مما يساعد الإنسان على مزيد من الإبداع وإنجاز الأعمال الجديدة.
وقد وجد الدكتور روبرت إمون وفريقه من جامعة كاليفورنيا ان الطلاب الذين يمارسون الشكر كانوا أكثر تفاؤلاً وأكثر تمتعاً بالحياة وكانت مناعتهم أفضل ضد الأمراض حتى إن مستوى النوم لديهم كان أفضل !
فلنشكر الله على نعمائه التي لا تحصى. وليشكر بعضنا بعضاً، "فشكرا" كلمة جميلة تنطبق عليها مقولة اخوتنا المصريين: "الملافز سعد".