مع انتهاء الدورة الاستثنائية لمجلس النواب ، واقتراب الدورة العادية الأخيرة في عمر المجلس ، بدأ العديد من النواب العودة لقواعدهم الانتخابية ، والتواصل مع ناخبيهم ، بصورة باتت واضحة في العديد من الدوائر على مستوى المملكة .
ومن خلال ملاحظات على ما يجري من تطورات في هذا الشأن ؛ فإنّ عددا لا بأس به من النواب لديهم النيّة للترشّح مرة أخرى بعد أن ذاقوا حلاوة المقعد النيابي ، غير أن الأمور لن تسير وفق ما يشتهي الكثير منهم .
أحد النواب يسأل مقربين منه عن العائلات التي بحاجة للمساعدة ، وآخر يدعو لوليمة غداء في منزله ، وثالث يتجوّل بين البيوت ، ويسأل هذا ويطمئن على ذاك وهكذا ، ومن الواضح أننا بتنا على مقربة من حملات انتخابية قبل موعدها بكثير .
وفي اتجاه آخر ، يبذل العديد من الشباب محاولات لتقديم وجوه جديدة خلال الفترة القادمة ، فالكثير من الوجوه النيابية الجالية لا تحظى بالقبول أبدا ، والمواطنون يرغبون بالتغيير الحقيقي ، خاصة وأن الانتخابات القادمة ستشهد منافسات ساخنة مع وجود القائمة الحزبية ، التي سيكون لها التأثير البالغ في اختيارات الناخبين .
وفي زيارة لأحد النواب لديوان عشيرته قرب العاصمة عمان ، كان يمكن قراءة حالة من التشنّج لدى روّاد الديوان الذين عبّروا في اوقات عديدة عن عدم رضاهم بأداء النائب ، والذي يبدو أنه لن يعود للمجلس مرّة أخرى أمام إصرار شباب العشيرة على ترشيح واحد من شبابها .
وفي قراءة سريعة ، ولكنها مبكّرة نوعا ما ؛ يمكن القول بأن المجلس النيابي المقبل سيشهد تغييرات جذرية قد تطال عددا كبيرا من أعضائه ، الذين يأملون بالعودة إليه ، غير أن القرار في النهاية سيكون للناخب الأردني الذي لا يمكن له أن ينسى ، وهو قادر على التمييز بين الغثّ والسمين .