2024-05-17 - الجمعة
وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله. nayrouz أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء nayrouz فكرة مجنونة.. الكشف عن خطة سرية أمريكية لإيقاف دوران الأرض عند نشوب حرب نووية!! nayrouz أردوغان يتنبأ بنهاية شنيعة لـ‘‘جزار غزة نتنياهو’’ nayrouz القبض على نائب كويتي بعد تدخله في صلاحيات الأمير nayrouz طقس مناسب في الأردن لـ"حفلات الشواء" اليوم الجمعة nayrouz إحباط محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من سوريا nayrouz بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية nayrouz حقائق عن جزر المالديف nayrouz وفيات الأردن اليوم الجمعة 17-5-2024 nayrouz ضربة قوية للنادي الأهلي السعودي nayrouz سلطة العقبة: نفوق كميات من صغار الجمبري على الشاطئ nayrouz الأمير فيصل بن الحسين يرعى حفل افتتاح مقر الاتحاد الأردني للرياضات الإلكترونية nayrouz إصابة بإطلاق نار خلال مشاجرة في الرمثا nayrouz كتيبة الراجمات 29 الملكية تنفذ تمريناً مشتركاً HIRAIN (صور) nayrouz واشنطن تعلن إنجاز الميناء العائم قبالة غزة nayrouz بسبب الخوف.. وفاة طالب أثناء أداء امتحان في مصر‎ nayrouz للمرة الأولى.. كندا تعاقب مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية nayrouz وحدة الإصابات والحوادث تقيم اليوم العلمي الدولي الأول لأبحاث الإصابات والحوادث(صور) nayrouz صحف إسرائيل: دعوات لإفناء حماس وهجوم لافت على مصر nayrouz

اللواء الركن المتقاعد محمد بني ياسين يتحدث عن تجربته كأول قائد عربي في مهام حفظ السلام الدولية

{clean_title}
نيروز الإخبارية :

نيروز خاص 

تحدث اللواء الركن المتقاعد محمد بني ياسين كأول قائد عربي  في مهام حفظ السلام الدولية.

وتاليًا ما قاله اللواء محمد بني ياسين  في كتابه  :


العمل في مثل هكذا مهام لا تعني بالتاكيد تجربة شخصية مجردة بل جزء من تجربة القوات المسلحة الاردنية الجيش العربي التي كان لي شرف الانتساب لها مدة ثمانية وثلاثون عاماً والتي تعتبر من اكبر القوات المشاركة في عمليات حفظ السلام الدولية, فقد احتلت الترتيب الخامس من بين دول العالم في حجم القوات المشاركة عندما كنت قائداً لقوة حفظ السلام الدولية في اثيوبيا وارتيريا عام ٢٠٠٦ ،واحتلت قوة الامن العام الاردنية المرتبة الاولى كما كانت المشاركة الاردنية في المستشفيات الميدانية الاكثر واحتلت المرتبة الأولى أيضا .

هكذا جاءت التجربة الشخصية لي ولغيري من رفاق السلاح في العمل جنبا الى جنب مع غالبية جيوش العالم في معسكر واحد وقيادة مشتركة ومكاتب مشتركة ومساكن مشتركة ومواجهة كافة التحديات والصعوبات معا وتقاسم حلو الحياة ومرها في مناطق عصفت بها الاحداث فدمرتها او كادت ان تدمرها من اجل تنفيذ مهام انسانية والمحافظة على امن الشعوب وسلامتها.


جاءت تجربتي في الامم المتحدة من خلال عملي في موقعين مميزين في مهمتين رئيسيتين من مهام الأمم المتحدة فكانت الاولى عام ١٩٩٢ م عندما تم اختياري من قبل رئيس هيئة الاركان المشتركة لتمثيل القوات المسلحة الاردنية في قيادة الامم المتحدة في نيويورك بمشاركة قادة وهيئة الركن الرئيسيين في مهمة حفظ السلام الدولية في يوغسلافيا السابقة للتخطيط للمهمة ومن بعد الانتقال الى ارض الميدان في يوغسلافيا لتأسيس المهمة فكنت احد المؤسسين الرئيسيين لهذه المهمة منذ بدايتها, اما المهمة الثانية التي تم فيها اختياري قائدا لقوات حفظ السلام الدولية في اثيوبيا وارتيريا وكنت القائد رقم(4) للمهمة التي بدأت في تشرين الثاني من عام ٢٠٠٠م بقيادة اللواء باترك كمارت من هولندا ثم تبعه اللواء روبرت كوردون من بريطانيا ثم تبعه اللواء راجندارسنك من الهند ومن بعد بقيادتي منذ نيسان من عام ٢٠٠٦ وحتى تموز من عام ٢٠٠٨, ومن الجدير بالذكر ان اجراءات اختيار قائد القوة الدولية تختلف عن الاجراءات المتبعة لاختيار باقي المناصب العسكرية الاخرى سواء كان مساعد قائد القوة او قائد قطاع او قادة اوضباط ركن رئيسين اخرين اذ يتم في هذه الحالة اجراء مقابلة مباشرة ( وجها لوجه ) مع اللجنة في قيادة الامم المتحدة في نيويورك برئاسة مساعد الامين العام للامم المتحدة لشؤون حفظ السلام وستة اعضاء آخرين يحتلون مناصب رفيعه في هيئة الامم كالمستشار السياسي للامين العام والمستشار العسكري والمستشار الامني وغيرهم في حين تكون المقابلات الاخرى عبر الهاتف او ضمن مؤتمر عبر الشاشات (video
conference ) وقد نافسني في هذه المهمة ثلاثة ضباط برتبة لواء احدهم فرنسي والآخر بلجيكي والثالث نيبالي ، وقد علمت لاحقاً من قيادة الامم المتحدة بانني الضابط العربي الوحيد الذي عمل قائد قوةحفظ سلام دولية (force commander ) منذ تأسيس الامم المتحدة عام 1945 م وللان وكنت في هذه المهمة آخر القادة فيها اذ تم اغلاقها وهي بقيادتي فبهذا كنت محظوظاً للمساهمة في تأسيس مهمة وفي اغلاق مهمة اخرى وهذا بحد ذاته تجربة كبيرة .

عندما التحقت بمهمتي الأولى عام ١٩٩٢م في يوغسلافيا السابقة كنت كغيري من ضباط القوات المسلحة وغالبية ضباط جيوش العالم الذين تدربوا على استخدام السلاح لغايات الحرب لا السلام ولم نتدرب وقتئذ على حمل السلاح دون السماح لاستخدامه الا دفاعا عن النفس ، لكنني لمست لاحقا ان معركة السلام
لا تقل اهمية عن معركة الحرب لا بل فان معركة السلام هي اكثر إنسانية كون الحرب لا يتمخض عنها الا مزيدا من القتل والدمار في حين ان معركة السلام يتمخض عنها الحفاظ على الانفس والممتلكات لا دمار البلاد والعباد لذا فان معركة السلام تحتاج الى فهم ووعي استراتيجي وعملياتي على مختلف الاصعدة التي تنفذ حسب النظرية القائلة الحرب تتبع السياسة .

في مهمتي الاولى عام ١٩٩٢م عملت في البداية مساعد مدير عمليات المهمة اذ كان المدير ضابط دنماركي له تجارب عدة في عمليات حفظ السلام سابقاً وبعد عدة اشهر تم اختياري من قبل قائد القوة انذاك الفريق ساتش نامبيار کي اعمل مديرا لمكتبه ومستشاره العسكري MA) MILETARY
ASISTANT))) بعد ان تأسست قيادة المهمة في سراييفوا في البوسنة والهرسك قبل ان تبدأ الحربوفي البوسنة بشهر. وبعد ان اشتد القتال هناك نقلنا قيادة المهمة الى بلغراد لعدة اشهر ومن بعد الى زاغرب وبقيت القيادة هناك الى ان انتهت المهمة واغلقت بعد عدة سنوات. كانت المشاركة الاردنية في هذه المهمة ثاني اكبر قوة بعد فرنسا اذ بلغت ما يقارب (۳۷۰۰)ضابط وفرد في حين كانت القوة العربية الثانية في المهمة لمصر بعدد (500) ضابط وفرد. 

مع انني كنت قبل هذه المهمة قد عملت دورة التعبية المتقدمة في كل من الاردن وامريكا بعد ان حصلت على ممتاز في دورة اللغة الانجليزية، وعملت بعد ذلك دورتي  القيادة والاركان في كل من الاردن والولايات المتحدة الامريكية الا انني وجدت فرقا شاسعاً بين ان تكون طالباً على مقاعد الدرس او ان تكون عضوا فاعلا في منظومة ميدانية تدير مكتب قائد قوة دولية يشارك فيها عشرات الالاف من سبعة وثلاثين دولة تتعامل مع اصعب القضايا الدولية في وقتها عندما بدات دول يوغسلافيا تتفكك بالقوة, ففي هذا المكتب تستلم يومياً مئات التقارير والمخاطبات والتقيمات السياسية والعسكرية والاجتماعية والانسانية واحياناً الطائفية والعرقية ، وفي هذا المكتب تعقد الاجتماعات اليومية وتعطى الايجازات اليومية والاسبوعية وترفع كذلك التقارير اليومية والاسبوعية والدورية والتي يبنى على اساسها قرارات مجلس الامن الدولي بكل ما يتعلق بقضايا ومصير شعوب دول يوغسلافيا السابقة, ففي البداية كانت الحروب والاحداث دائرة بين الصرب والكروات لكنها سرعان ما شملت البوسنة والهرسك بخليطها السكاني (المسلمين والصرب والكروات ) ثم امتدت عبر مكدونيا والجبل الاسود فطالت الحروب والصراعات كافة انحاء يوغسلافيا هكذا لم يكن الامر لضابط اردني في هذا الموقع الذي يضم خلال لقائاته اليومية قادة وهيئة ركن مهمتين رئيسيتين بلهجاتهم ولكناقم الانجليزية المتفاوتة تماماً ،فكان قائد القوة ضابط برتبة فريق في الجيش الهندي.

ومساعده لواء فرنسي ورئيس الاركان عميد كندي والمستشار السياسي ايرلندي والمسؤل الاداري بريطاني وكبير المراقبين العسكريين استرالي وقائد الشرطة نرويجي ومدير العمليات دنماركي كل هذا شكل تحد كبير يحتاج الى جهود مضنية لاثبات الوجود او ترك هذا الموقع لضابط اخر من الدول الاوروبية او الناطقة باللغة الانجليزية كأقل حد لتلبية متطلبات الموقع، فكان التحدي الذي هيأني للتنافس والنجاح في الحصول على الموقع الثاني قائداً للقوات الدولية في اثيوبيا وارتيريا لاحقاً.



كانت المشاركة الاردنية في هذه المهمة عام ١٩٩٢ م تكريماً لجلالة المغفور له باذن الله الحسين بن طلال طيب الله ثراه ، والتي جاءت بناء على نظرته الثاقبة وطلبه مشاركة القوات الاردنية ونقلها من الدور الوطني والاقليمي الى الدور العالمي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ،و بعد ان اصبح العالم احادي القطبية وهكذا كانت المهمه بداية الانطلاقة للمشاركة الفاعلة والكبيرة للقوات المسلحة الاردنية في العديد من المهام الدولية في كافة ارجاء المعمورة .

كان التحدي اكبر بكثير في مهمتي الثانية عندما عينت قائدا لقوة دولية بدلا من ان اكون ضابط ركن في مكتب قائد قوة,فكما هو معلوم فان ضابط الركن يقدم توصية لكن على القائد ان يتخذ القرارات ، ولم تكن القرارات لمثل هكذا مهام قرارات عسكرية بحته بل هي مزيج بين الجانب السياسي والجانب العسكري والقضايا الانسانية التي تتعلق بعمل المنظمات الانسانية الدولية المتعددة على ارض المهمة, لقد كان التحدي الاكبر لي في هذه المهمه هو اقتناع الضباط والقطعات التي تضم مشاركين من ستة واربعين دولة منهم سبعة ضباط امريكان وضباط اخرون من سبعة عشر دولة اوروبية اضافة الى الدول الاخرى كافة القارات اقتناعهم بقيادتهم التي يرأسها ضابط عربي مسلم ومن دولة صغيرة من دول العالم الثالث کالاردن . 


ففي مثل هذه الحالة يجب ان يتحلى قائد هذه القوة بكفاءة عالية سواء كانت في فهمه الاستراتيجي السياسي والعسكري وفي لغته الانجليزية الكفيلة بالتعبير عن كل مايطلب وفي التعامل مع كافة القضايا الدبلوماسية معهم ومع سفاراتهم ومع كافة المنظمات والهيئات الدولية ومع الدولتين المضيفتين كل من اثيوبيا وارتيريا ومع اعضاء وطواقم المهمة خاصة المدنين منهم ومع قيادته في نيويورك. 

اما التحدي الاخر فكان في اقناع رؤساء الدولتين المضيفتين بحيادية قائد المهمة وهيئة ركنه من وقد سبق بنفس المهمه ان تم ابعاد اول قائد قوة من ارتيريا بناء على طلب قيادة الدولة ،في حين ابعد قسم الضباط المشاركين من دول محددة لاسباب سياسية تتعلق بعلاقة ارتيريا بدولهم، وكان التحدي كبير من الثالث في اقناع قيادة الامم المتحدة بتعديل فترة تمديد المهمة التي اصبحت تمدد لستة شهور بعد ان كانت تمدد بناء على قرار مجلس الامن شهرياً ،واما التحدي الرابع فقد كان في تقسيم المهمة الى قسمين اذ كانت القيادة الرئيسية في اسمرا وقيادة اخرى ثانوية في اديس ابابا ،لكنها في مرحلة من المراحل اصبحت رئيسية ايضا بعد ان تم ابعاد ممثل الامين العام من اسمره الى اديس ابابا وقد كان التحدي بهذا الخصوص كبيراً سيما وان الضباط المشاركين من امريكا ودول اوروبا وكندا كانوا ممنوعين من العمل على الاراضي الارتيرية او حتى دخولها وقد وصل الامر يوماً ان تم احتجاز ضابطين من قبل السلطات الارتيرية بسبب دخولهم لموقع عسكري يتبع المهمة ويقع على الحدود لأن الارتيرين يعتبرونه ضمن اراضيهم ، لقد وصل الامر الى منعزطائرات الامم المتحدة المجنحة من عبور الاراضي مباشرة من ارتيريا الى اثيوبيا وبالعكس الا عبر اراضي دولة ثالثة في حين حرمت الطائرات العامودية لغايات العمليات او الاسعاف من الحركة على ارض المهمة .

 وفي فترة من الفترات حرمت حتى الاليات المدولبة التابعة للمهمة من عبور الحدود فمن الغرابة ان فصيل اردني كان مقسوم بين موقعين متجاورين احداهما في منطقة تسمى ام حجر في الجانب الاثيوبي والآخر يقابلة على الجانب الارتيري ومع ان المسافة بينها لا تزيد على كم واحد الا الهما منعا من الاتصال المباشر بالاليات وحركة المشاة فقد كانت الاليات تسير اكثر من ٢٠٠ كم حتى يتم تزويد النقطة المتواجدة على الجانب الاثيوبي علما بان وحدها الام في مرمى النظر في الطرف المقابل .

 كل هذه التحديات بالاضافة الى اهمية دبلوماسية العمل مع سفارات الدول المشاركة في المهمه خاصة التي تسعى الى تحقيق اهداف ومصالح خاصة لها ارتباط وثيق بسياستها الخارجية في القرن الافريقي.

ان من كبرى التحديات التي واجهتها عندما دخلت الاليات العسكرية الثقيلة الارتيرية المنطقة المنـزوعة السلاح متحدية قرارات مجلس الامن ومقتربة من الحدود الاثيوبية مع منع القطعات العسكرية التابعة للمهمه والمراقبين العسكرين من حرية الحركة لمراقبة ما يدور في المنطقة، الامر الذي ادى الى تشنج الموقف السياسي والعسكري بين طرفي النـزاع والذي ادى بالنهاية بعد ان رفضت ارتيريا الانصياع لقرارات مجلس الامن من اتخاذ قرار نهائي بسحب القوات الدولية من المنطقة واعادتها الى بلدانها ونقل ما تبقى من قيادة القوة وهيئة ركنها الى اثيوبيا تمهيدا لاغلاق المهمة فكان الموقف متشنج لسحب القوات واغلاق المعسكرات ومواقع المراقبين العسكريين بعد ان تم العمل على تخفيض حجم القوة وعدد المراقبين الى الحدود الدنيا فكان التحدي كبير لنقل القطاعات والمراقبين العسكريين ومهماقهم واعادتهم الى دولهم سالمين ضمن فترة زمنية قصيرة وبامكانيات ادارية محدودة سيما وان الامور الادارية في مثل هكذا مهام يسيطر عليها الجانب المدني وليست من صلاحيات القائد العسكري وهيئة ركنه مما يتسبب احيانا في عدم فهمهم لبعض, واتخاذ خطوات ادارية لا تتلاءم والفهم العسكري لسحب القوات وما تعنيه للدول المشاركة بما لا يتسبب في ايقاع ضرر مادي ومعنوي على جنودهم ووحداتهم وبلادهم لكن تم انجاز المهمة واخلاء القطعات والياتهم الى بلدانهم بكفاءة
عالية بعد جهد كبير.

ان من ابرز تجاربي في هذه المهمة هو ترؤسي للجنة العسكرية المشتركة بين طرفي الصراع كل من اثيوبيا وارتيريا التي كانت تعقد بين الفينة والأخرى في نيروبي بكينيا ، ولكن للاسف خلال الفترة الاخيرة قرر الجانب الاثيوبي خاصة بعد دخول الياهم وقطعاتهم المنطقة المتروعة ايقاف المشاركة في هذه الاجتماعات علما انها كانت مفيدة جدا عندما كان الطرفان العسكريان المتخاصمان يجتمعان وتتم مناقشة كافة الاحداث والتجاوزات والمناوشات التي كانت تحصل بين الفينة والأخرى .

من خلال هاتين المشاركتين الكبيرتين في مهمتين رئيسيتين لمست اهمية الدور الذي تقوم به الامم المتحدة من خلال طواقمها ومنظماتها المتعددة السياسية والعسكرية والاجتماعية والانسانية وغيرها ،وما لها من دور فاعل في المساهمة بتغليب كثير من الامور التي يتم اقرارها دوليا على المتطلبات والقرارات الوطنية في كثير من مناطق النزاع وقد لمست ان المفاهيم السياسية والاستراتيجية للامم المتحدة قد تطورت كثيرا واصبحت تتكلم عن مفاهيم بناء أكثر من مفاهيمها السابقة التي كانت تعني في فض التراعات وفصلها.


كما لمست ان العديد من الدول ودول بعض المناطق الجغرافية والسياسية تعمل بشكل متناغم وتعمل جاهدة للسيطرة على كثير من الجوانب الهامة في مثل هكذا مهمات ، وبالتالي يتم استغلال مثل هذه المهام احيانا لصالح اطراف اكثر من الأخرى والاستفادة منها سواء كان من النواحي السياسية او الاقتصادية خلال الحصول على فرص اكثر ومن خلال المشاركة العسكرية والمدنية بقوة وتاثير كبير لذا يتطلب من الامر من الدول المشاركة بحجم كبير كالاردن محاولة الاستفادة من مثل هذه الفرص.

 لقد لمست اهمية اختيار وتهيئة الضباط للعمل في مواقع تحتاج الى كفاءة عالية سواء في اللغة الانجليزية التي اللغة الدارجة بشكل عام ويفضل من لديهم المام باللغة الفرنسية ايضا او بكفاءتهم العلمية والعملية والفنية التي تتلائم مع متطلبات المهمة التي يكلف بها الضابط . فمثلا على مستوى الوحدة يفترض ان يكون الضابط الذي يعمل كركن عمليات لديه القدرة العالية لغة وعملياتيا وتعبويا للقيام بهذه المهمة ومن يعمل في مجال الامداد ان يكون لديه الخبرة الكافية لغويا وفنيا لتلبية كافة المتطلبات المالية والادارية التي تحقق المصالح الانية للوحدة والمصالح اللاحقة للوطن ، كما يفترض ان يكون الضابط الذي يعمل في قيادة القوة او القاطع ذا كفاءة عالية في اللغة ومهارات ضباط الركن في كتابة التقارير وعمل الايجازات وعمل الخرائط وغيرها ، كما يحتاج الضباط الذين يعملون كمراقبين عسكريين الى مهارات لغوية وقدرات فنية على الاتصالات وكتابة التقارير واجراء المراقبة وفنون الاتصال والقدرة على التعايش مع الضباط الآخرين من الدول المتعددة على اختلاف دياناتهم وعاداتهم وتقاليدهم ومأكلهم ومشربهم في مكان واحد . 

من هنا لابد من التركيز على هيئة الضباط من خلال وضع استراتيجية واضحة المعالم للهيئة الأكفاء منهم للوصول الى مواقع هامه في المستقبل سواء كان في قيادة الأمم المتحدة في نيويورك او قيادات المهام الميدانية والعمل في المواقع المتعددة كما ذكرت، ومن الجدير بالذكر ضرورة التركيز على عدد من الضباط الذين تتوفر لديهم الصفات القيادية وفق شروط ومتطلبات الأمم المتحدة وهيئتهم تدريجيا للوصول الى المناصب العليا كفائه قوة التي يتم الاختيار فيها تنافسياً كما ذكرت سابقاً

في الختام المشاركة الاردنية مشاركة فاعلة جداً والتجربة الاردنية تجربة كبيرة يمكن استثمارها وتطويرها
،
كي يكون للاردن دور فاعل على المستوى الاستراتيجي في كافة مجالات الأمم المتحدة المدنية والعسكرية من خلال الحصول على مواقع ذات اهمية كبرى في قيادة هيئة الامم او كممثلين شخصيين للامين العام او قادة عسكريين في المهام المتعددة اضافة الى ضرورة التركيز وتهيئة القادرين للحصول على مواقع هيئات الركن المختلفة في قيادة الامم المتحدة في نيويورك او في المهام المتعددة فقد كان هذا ما سعت اليه القيادة الاردنية الحكيمة منذ البداية ، وقد كانت القراءات واضحة منذ البداية عندما زار جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال القوة الاردنية التي كانت متواجدة على ارض كرواتيا بعد اول رحلة علاج له في امريكا قبل ان يعود الى الاردن وكان برفقته جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه -سمو الامير- انذاك فكان ذلك مؤشر واضح على اهتمام القيادة الاردنية بهذه المشاركات والوصول بها الى قمة العطاء تحقيقاً للامن والسلام الدوليين.

المصدر الجيش الإنسان.