قد يكون العنوان أعلاه مثارا للتفاؤل أو حتى التساؤل ، فمعظم المتابعين يرجّحون الوصول لحكومة حزبية بعد أكثر من عشر سنوات ، وربما في المجلس الثاني والعشرين ، غير أن مؤشرات تقول ؛ بأنّ المجلس العشرين القادم قد يشهد ولادة مثل هذه الحكومة .
المقاعد الحزبية باتت مطمع لعدد محدود من الأحزاب ، والتي سيكون التنافس بينها كبيرا للإستئثار بالمقاعد المخصصة للأحزاب وعددها 41 مقعدا ، ولكن هل ستكتفي بعض الأحزاب بقوائمها الحزبية في الإنتخابات ؟ الإجابة حتما هي لا ، فهناك ما لا يقل عن ثلاثة أحزاب ستشارك في الإنتخابات وفق القائمة الحزبية وكذلك بمترشحين على مستوى الدوائر ، يحدوها الأمل بالحصول على عدد وافر من المقاعد .
لذلك ؛ وإن صحّ ما ذهبنا إليه ، فربما تصل المقاعد الحزبية إلى ما يقارب نصف عدد مقاعد البرلمان ، وربما تزيد عن ذلك ، أضف إلى ما سبق ، أنّ النائب الحزبي والذي يمتلك فكرا وثقافة حزبية قادر على إقناع آخرين من زملائه في المجلس من أجل الإنضمام للحزب ، ويبدو أنّ هذا السيناريو سيكون موجودا بقوّة ، نظرا لاستعجال بعض الأحزاب للوصول إلى الحكومة الحزبية .
أوّل وآخر حكومة حزبية شكّلت في العام 1956 برئاسة زعيم الحزب الوطني الإشتراكي المرحوم سليمان النابلسي ، غير أنها لم تمكث سوى سبعة أشهر ، واليوم ونحن على بعد أكثر من سبعة وستين عاما ، هل سندخل حقّا مرحلة تشكيل الحكومة الحزبية الثانية ، ونحن على مقربة من إنتخابات قد تكون هي الأهمّ في تاريخنا السياسي ؟
يمكن القول بأنّ أحزابا بدأت منذ فترة الإستعداد الجدّي للإنتخابات المقبلة ، وجلالة الملك أشار إلى إجرائها العام المقبل ، وفي ضوء ذلك ، فإن ما يفصلنا عنها أقل من عام ، والإستعداد لها يجب أن يبدأ بصورة جليّة ، وخاصة من جانب الأحزاب التي تأمل الوصول إلى القبّة البرلمانية ، مع تأكيدنا بأن المقاعد الحزبية لن ينالها سوى عدد محدود من الأحزاب .