تحدث اللواء الركن المتقاعد أحمد عيد المصاروة عن تجربته خلال عمله مستشارا عسكريا للمندوب الدائم في نيويورك خلال خلال عام 1994-1995 .
وقال المصاروة " بدأت المشاركة الأردنية في عمليات حفظ السلام الدولية فعليا عام ۱۹۸۹ بعدد من المراقبين العسكريين شاركوا في مهمة الامم المتحدة العاملة في انغولا ، حيث اخذت المشاركة الاردنية بالتوسع في ظل التغير الحاصل في طبيعة العلاقات الدولية الأمر الذي تطلب فتح مكتب لمتابعة هذه المشاركة في البعثة الاردنية الدائمة في نيويورك، وان لي الشرف ان تنسب القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية لاضطلع بافتتاح المكتب وتأسيس وتوثيق الارتباط ما بين الاردن والامم المتحدة من خلال البعثة الاردنية الدائمة في نيويورك.
وأضاف " حيث عملت مستشارا عسكريا برتبة مقدم للمندوب الاردني الدائم في نيويورك ، خلال عامي 1994 ۱۹۹۵ .
واستعرض خلال حديثه أخم ملاحظاته حول هذه التجربه وفيما يلي الملاحظات :
- يحظى الاردن بثقة الغالبية العظمى من الدول الاعضاء في الامم المتحدة لالتزامه الدائم والمسؤول عديدة من العالم
- اتصفت المشاركة الاردنية دائما بسرعة الاستجابة والالتزام حيث كنا ننافس عرض الدول في مجال حفظ السلام في الاستجابة لطلبات الامم المتحدة وسرعة الانفتاح في ارض المهمة ، خاصة عندما تتأخر الدول الاخرى المشاركة وهذا عائد لتنظيم القيادة العسكرية الاردنية لفحوى المشاركة الاردنية في حفظ السياسة الاردنية وايمانها بضرورة السلم والامن الدوليين.
- اتصفت المشاركة الاردنية وعلى لسان كبار مسؤول الامم المتحدة وكبار القادة العسكريين في ميادين حفظ السلام بالمصداقية وكانت القيادات أو هيئات الأركان الأردنية المشاركة سواء القوات او المراقبين العسكرين او الشرطة المدنية بأنهم حفظة سلام فعليين وامتازت المشاركة الاردنية بالحيادية والتراهة ودعوته البقاء في اراضي المهمة على الرغم من كل الصعوبات وطبيعة المشاركة وعنف المهام احيانا اخرى.
- كانت المشاركة الاردنية الاقل أخطاء أو مشاكل أو تعقيدات من بين جميع العسكريين المشاركين وقد أدى ذلك إلى زيادة تهافت الأمم المتحدة على طلب القوات الاردنية نظرا لانضاطها واحترافيتها بالمواثيق والمعاهدات الدولية.
- الاردن كان من بين اكثر خمس دول طلبا للمشاركة من قبل الامم المتحدة في مهامها المنتشرة في مناطق .
- اصبح الاردن ثاني اكبر دولة مشاركة في مهام الامم المتحدة سواء في القيادات او هيئات الركن او القوات او المراقبين او الشرطة المدنية خلال عامي ۱۹۹۵۱۹۹٤ ليبلغ عدد المهام التي نشارك بها اكثر من ١٥ مهمة حفظ سلام وقيمتها العسكريه.
حاز الاردنيون ثقة المدنيين في معظم المهمات التي شاركوا فيها ومن الأمثلة على ذلك رفض السكان احيانا – وهذا حصل على سبيل المثال في كرواتيا عام ۱۹۹٥ -، عندما تظاهر السكان لمنع تبديل الكتيبة الأردنية الأولى في القاطع بكتيبة من دولة أخرى، واضطرت الأمم المتحدة إعادة انفتاح الكتيبة الاردنية في القاطع الشمالي من كرواتيا ، الامر الذي حدا بالاردن للاستجابة لطلب الامم المتحدة بفتح كتيبة جديدة الكتيبة الثانية في القاطع الشمالي والابقاء على الكتيبة الاولى في مواقعها.
حسن التعامل المالي والاداري الاردني مع الامم المتحدة حيث لم يكن هناك اية ضغوط اردنية سواء مالية أو إدارية بل كنا الاكثر صبرا على الامم المتحدة في تحصيل حقوقنا، لان المشاركة بالاصل كانت انسانية معنوية اخلاقية قدم الاردن فيها صورة الجندي الاردني العربي المسلم الذي حاز ثقة الجميع في ميادين حفظ السلام وكان سفيرا لأمته العربية والإسلامية على الدوام.
الدور الاردني كان قائدا ومنافسا ومؤثرا بشكل كبير على نجاح مهام الامم المتحدة آنذاك خاصة في المهام التي نفذت وفقا للبند السابع وميثاق الامم المتحدة المهام التي تستخدم القوة) حيث كانت القوات الاردنية تعمل دائما في القواطع الاخطر وكانت تحقق مهامها بنجاح.
ساهمت المشاركة الاردنية باعادة بناء الثقة في الاردن اقليميا ودوليا واعادة رسم المشهد الاردني على الساحة الدولية خاصة بعد حرب الخليج الثانية وما نجم عن ذلك من الاختلالات التي حصلت في الساحة العربية والفهم الخاطىء للموقف الاردني من قبل عدد من الدول العربية آنذاك.
ساهم العمل بروح الفريق والتشاركية الكبيرة ما بين القيادة العامة للقوات المسلحة والبعثة الدائمة في نيويورك وقادة القوات في ميادين حفظ السلام والالتزام إلى إعطاء أحسن صورة عن الاردن ليومنا هذا.
كان التعامل ما بين الاردن والامم المتحدة مبني على أساس الثقة الكبيرة بين الطرفين حيث كان العمل يتم بالاتفاق لتسهيل الطلبات ومن ثم يتم توثيقها خطيا لاحقا، ولمست الالتزام الكبير من الأمم المتحدة تجاه الاردن ومقابل الالتزام الاردني في الأمم المتحدة.