استضافت المكتبة الوطنية الثلاثاء 12/9/2023 المخرج الممثل حسن أبو شعيرة بمحاضرة بعنوان" الدراما الأردنية واقع وطموح" بتنظيم من منتدى النقد الدرامي.
وافتتحت المحاضرة أ. د صبحة علقم أستاذة الأدب والنقد الحديث في جامعة الزيتونة الأردنية التي أدارت الندوة بعدة أسئلة وضعتها أمام الفنان أبوشعيرة لتكون محاور للحديث في المحاضرة ، فقد تساءلت د. علقم عن حضور الدراما الأردنية الباهت في الشاشات العربية وتساءلت إن كان يعود ذلك إلى نقص في الممثل والنص أو الإنتاج .
وأضافت أين أمجاد الدراما الأردنية؟! أين مسلسلات بير الطي والسقاية والكف والمخرز... ما الذي جرى للدراما الأردنية وسار بها وفيها إلى الخلف بعد سيطرتها على الشاشات العربية سنوات كثيرة؟! من المسؤول عن هذا؟! وكيف نعود بها إلى الأمام؟!..
وتحدث أبو شعيرة الحديث عن الدراما وأهميتها في صناعة الوطن والإنسان، فالدراما هي شكل رفيع وأساسي في قراءة المجتمع وإعادة إنتاجه، وهي أسرع وسيلة لإيصال الرسائل الحياتية والمجتمعية للمشاهد على الرغم من عدم اعتراف القرار السياسي فيها، وهي من أهم وسائل الحفاظ على الهوية الوطنية، وتعزيز الولاء والانتماء للوطن، فالدراما صناعة مهمة ومشروع اقتصادي مهم في بناء جسم الوطن، فإذا أردنا أن نعرف شيئا عن شعب معين علينا أن ننظر إلى أعماله الدرامية المنتجة محليا، فهي تعكس لك كل شيء داخل هذا المجتمع سلبا وإيجابا.
وبعد ذلك انتقل للحديث عن الدراما الأردنية من منطلق ان الاعتراف بالسلبيات قد يقود إلى الأفضل ، فالدراما الأردنية حاليا ليست وثيقة قابلة للدرس والاستقصاء ، ولاتعبر عن معاناة مشاهديها وطموحاتهم، بينما استطاعت على مدى عقدين من الزمن1970-1990 أن تحتل الريادة الأولى بامتياز جنبا إلى جنب مع الدراما السورية، إذ لم يكن هناك دراما سورية أو خليجية، وأكد أن سبب ذلك كان الشغف الذي يعمل فيه الممثل والمخرج والمنتج والكوادر الفنية العاملة، الشغف المرتبط بالإرادة والعزيمة والتفاؤل الذي جعل التلفزيون الأردني وأعماله الدرامية في الصدارة ومحط أنظار المنتجين العرب على الرغم من قلة الإمكانات المالية والأجهزة الهندسية المتطورة، ويؤكد أننا في هذين العقدين تملكنا مكونات الدراما الناجحة كلهامن كاتب مثقف ونص هادف ومخرج واع ومنتج قادر وممثلين أكفاء وطاقم إداري وفني متميز كلهم كانوا يعملون بعشق الهواية ولكن باحتراف مهني، وبوجع أشار إلى أن الدراما الأردنية تمر بأسوأ مراحلها على الإطلاق وذلك لأسباب متعددة منها: كثرة المتطفلين والدخلاء والأدعياء على الدراما، وافتقارها للأشخاص المؤهلين القادرين الحديث عن معاناتها، وضعف أعمالها، فقد أصبحت بدون محتوى ولارسالة، وفقدت مخرجها القادر وممثلها المتميز، ناهيك عن تدخل بعض المنتجين وقنوات التلفزيون العربية في الدراما الأردنية وتفريغها من رسالتهاومحتواها، فلم تعد تحاكي الواقع المعاش ، والأهم عدم وجود حركة نقدية واعية تواكب الأعمال الدرامية وتوجهها.
أما الطموح والتوصيات التي دعا إليها أبو شعيرة، فقد كانت كثيرة ومتعددة للرقي بالدراما الأردنية وعودتها إلى الصدارة من جديد ومن هذه التوصيات والمطالب منها: أن تكون للدراما الأردنية وزارة وميزانية معروفة من ميزانية الدولة - تنظيم مؤتمر وطني فني كبير تتبناه الحكومة لمناقشة أحوال الدراما الأردنية وكيف تصل بها إلى الطموح المطلوب - العمل على توفير الظروف الملائمة للفنان الأردني ليبدع من تأمينات معيشية وحوافز - وأن يلتزم التلفزيون الأردني والإذاعة الأردنية بإنتاج أعمال درامية محلية مدروسة على مدار السنة وليس شهر رمضان. وقد أثارت المحاضرة أسئلة كثيرة لدى الحضور ، وأضافوا أنه يمكننا بخطة علمية وعملية وقرار سياسي يمكن ان تعود الدراما إلى سابق عهدها .
واختمت د. علقم المحاضرة بقولها إننا بحاجة إلى تضافر جميع الجهود الرسمية والخاصة والفردية والعامة للخروج من دائرة الحضور الباهت للدراما الأردنية إلى الحضور القوي إيمانا منا بأهمية الدراما في صناعة الوطن والفرد وتشكيل هويته وقدرتها أن تكون رافدا مهما من روافد الدخل الوطني.