رصدت نيروز الإخبارية حديثا خاصا للمرحوم اللواء الطبيب المتقاعد صلاح محمد عساف الرقاد مع الموسوعة التاريخية للقوات المسلحة الاردنية _الجيش العربي في عمليات السلام في العالم .
وقال العميد الطبيب الرقاد للموسوعة التاريخية ، كان لي الشرف أن اخدم في قوات حفظ السلام في أربعة مواقع كطبيب ، وكل منها كان له خصائصه ومميزاته ، وبلكن بالمحصلة فقد كانت مصدرا لخبرة استثنائية ، عدا ما لمسته من عوامل مشتركة ملخصها أن الجندي الأردني أينما كان يمكنه التكيف مع طبيعة المهمة ويستطيع أن يبدع ولا يتوانى مطلقا في بذل المستحيل لإنجاح مهمته لأنها مهمة نبيلة وشريفة.
وانفرد الطبيب الرقاد في الحديث عن مهمته الأولى التي كانت في ساحل العاج.
وقال : كانت المشاركة في بداية المهمة في ساحل العاج عام ٢٠٠٤ تقتصر على عدد من المراقبين الدوليين و ضباط شرطة عسكرية في قيادة القوه وكنت اعمل في قيادة القوة كمستشار طبي عسكري لقيادة القوة مع زميل طبيب كضابط تنسيق و إخلاء طبي , رغم حاجة القسم الطبي لعدد يتجاوز العشرة أشخاص كأطباء و إداريين
واضاف : في بداية المهمة كنا نقوم بالواجب الموكل على أكمل وجه وذلك لتأسيس خطه طبية شاملة للمهمة وإجراء العقود مع مستشفيات قائمة و خطط تزويد طبي والحاجة للقوى البشرية اللازمة لتقديم الخدمة الطبية وخطط الإخلاء في جميع الظروف, وإعطاء محاضرات توعية لجميع مرتبات القوة .
وتابع : تبعها بعد ذلك مشاركة بشكل موسع من المملكة الأردنية الهاشمية على مستوى قوة حفظ سلام عسكرية .
وانفرد الرقاد في الحديث عن مهمته الثانية التي كانت في ليبيريا.
وقال الرقاد : كان المستشفى الأردني في ليبيريا يعتبر مستشفى الخط الثالث
(المستشفى المرجع) على مستوى المهمة في ليبيريا.
واضاف : كان يقدم خدمة طبية شاملة و مميزه رغم البنية التحتية غير المؤهلة لتواكب عمل المستشفى بهذا المستوى وتم تجهيز مستشفى جديد من قبل الأمم المتحدة خلال تواجد المستشفى الأردني الدفعة الرابعة المميز في هذه التجربة من خلال عملية الانتقال للمستشفى الجديد والتي تمت خلال (48) ساعة ، و كانت الخدمة تقدم في الموقعين و بنفس المستوى المعتاد و تمت العمليات الجراحية الطارئة في موقعين خلال عملية الانتقال إلى الموقع الجديد مما أذهل متلقي الخدمة و المسئولين في قيادة القوة للمستوى العالي للخدمة في ظروف تعتبر استثنائية.
وتابع : كل هذا يتم بهمة نشامى القوات المسلحة و بمعنوياتهم العالية واحترافهم المميز. حيث كان مقصدا" لطالب الخدمة الطبية من جميع الهيئات الدبلوماسية والمنظمات الدولية العاملة في المنطقة والأقليات، وقامت رئيسة
الدولة بزيارة المستشفى عدة زيارات في الموقع القديم والجديد مبدية إعجابها بالمستوى الأردني المميز.
و تطرق الرقاد في حديثه للمستشفى العسكري الأردن سيراليون/1
وقال :في الفترة ما بين أيار ٢٠٠٠ ولغاية تشرين الثاني من نفس العام ،كان المستشفى العسكري الأردني من مستوى ( الخط الثاني ) أول مستشفى عسكري أردني يقدم الخدمة الطبية الشاملة ضمن قوات حفظ السلام الدولية لقوات غير أردنية في منطقة الواجب بالإضافة إلى تقديم الرعاية الطبية وضمن الإمكانات المتاحة للمجتمع المحلى بكافة شرائحه و ذلك بشكل متوازي مع الواجب المطلوب ضمن العمل مع قوات حفظ السلام الدولية مما كان له الأثر الايجابي الكبير لدى المجتمع المحلي و كذلك قيادة القوه الدولية التي كانت تتحفظ أو تعترض على هكذا خدمة للمجتمع المحلي، ورغم ذلك تابعت كوادر المستشفى العسكري الأردني تقديم الخدمة الطبية للمجتمع المحلي كعمل إضافي لواجبهم الأساسي وأثره الايجابي الذي أصبح ملموسا" للقاصي والداني وباركت قيادة القوة في منطقة الواجب و كبار المسئولين في هيئة الأمم المتحدة هذه الخطوة و اقتنعوا بها وأنها لا تتعارض مع الواجب المطلوب وهو تقديم الخدمة الطبية لمرتبات قوات حفظ السلام.
واضاف : في زيارة لاحقة لوفد من مجلس الأمن الدولي تمت مباركة هذه الخطوة واثنوا على تقديم الخدمة الطبية للمجتمع المحلي مما تبعه طلب من قيادة القوة لعمل كلفة تقريبية للخدمة المقدمة للمجتمع المحلي ليتم تعويض الحكومة الأردنية . وبالرغم من أن المستشفى الأردني كان يصنف من مستشفيات الخط الثاني و ليس المستشفى الرئيسي في المهمة (الخط الثالث) لكن كان الكثير من مرتبات القوة من مدنيين وعسكريين ومن مختلف الدول يفضلوا مراجعة المستشفى الأردني لتلقي الخدمة الطبية المقدمة رغم أن ذلك يتطلب منهم السفر لمسافات طويلة أو بالطائرة العمودية حوالي الساعة و النصف للوصول إلينا .
و تابع : خلال إحدى الزيارات لأحد نواب الأمين العام للأمم المتحدة للمستشفى قال : "لا تفكروا أن تتوقفوا عن هذه الخدمة الطبية المميزة حتى لو أوكل الواجب في هذه المنطقة إلى دولة أخرى ، وقال أن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين و الجيش الأردني لا يتوانى في تقديم الخدمة الإنسانية في أي مكان بالعالم و انتم السباقون دائما" في هذه المجال ."
و أشار إلى أن : التجربة فيها صعاب كثيرة و خاصة في البداية ولكن بإصرار نشامى الجيش العربي على إنجاح المهمة و لو في أصعب الظروف ، و كان ذلك بحمد الله ، فقدمنا الكثير و تعلمنا الكثير في هذه المهمة الإنسانية التي سبقها الكثير على نطاق المشاركة في تقديم الخدمة الطبية لدول شقيقة وصديقه في حـالات الكوارث و تبعها الكثير سواء في الكوارث أو مهام العمل في قوات حفظ السلام الدولية .
واستذكر الرقاد : إحدى الزيارات لأحد نواب الأمين العام للأمم المتحدة للمستشفى قال : "لا تفكروا أن تتوقفوا عن هذه الخدمة الطبية المميزة حتى لو أوكل الواجب في هذه المنطقة إلى دولة أخرى ، وقال أن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين و الجيش الأردني لا يتوانى في تقديم الخدمة الإنسانية في أي مكان بالعالم و انتم السباقون دائما" في هذه المجال ."
وأكد على أن التجربة فيها صعاب كثيرة و خاصة في البداية ولكن بإصرار نشامى الجيش العربي على إنجاح المهمة و لو في أصعب الظروف ، و كان ذلك بحمد الله ، فقدمنا الكثير و تعلمنا الكثير في هذه المهمة الإنسانية التي سبقها الكثير على نطاق المشاركة في تقديم الخدمة الطبية لدول شقيقة وصديقه في حـالات الكوارث و تبعها الكثير سواء في الكوارث أو مهام العمل في قوات حفظ السلام الدولية .
وتطرق الرقاد في حديثه إلى دولة العراق.
وقال : كان المستشفى الوحيد الذي هب لعون الأشقاء العراقيين في محنتهم وبمستوى يوازي أي مستشفى عالمي وبجميع التخصصات وصلت إلى تخصصات :
1- جراحة الدماغ و الأعصاب
۲- جراحة الشرايين و الأوعية الدموية .
۳- جراحة التجميل.
4 - جراحة العظام .
و إضاف :كان يستقبل المراجعين على مدار الساعة من جميع مدن العراق مما أدى إلى الانطباع الايجابي المميز بالاضافه إلى تقديم العلاجات و المستهلكات الطبية إلى المستشفيات التي بحاجة إلى ذلك أو إرسال فرق جراحية في حال الطلب إلى احد المستشفيات لإجراء عمليات جراحية معقدة .
وتابع : كان توجيه القيادة العامة بإرسال الحالات المستعصية أو الأورام السرطانية إلى المملكة الأردنية الهاشمية لإكمال العلاج بدون أي كلفة مادية للمريض مع مرافقيه.
و لفت إلى أنه حتى قوافل التزويد الطبي للمستشفى كان يرافقها قوافل مساعدات طبية مخصصة للمستشفيات العراقية توزع بالتنسيق مع المسئولين المعنيين.
ويشار إلى أن اللواء الطبيب صلاح محمد عساف الرقاد قد انتقل الى رحمة الله تعالى في 13/1/2019
بعد حياة حافلة من العطاء والانجازات في خدمة الجيش العربي والشعب الأردني.