تأتيك أوقات لا تريد أن تفعل شيئًا.. لا تريد أن تتكلم ولا أن تصمت.. لا تريد أن تذهب ولا أن تبقى.. لا تريد ما تريد وتريد ما لا تريد.. وكأنك كأن غريب عن كل شيء حتى عن ذاتك..!
تتساءل: لمَ آكل؟ ملعون أبو الأكل لولا الجوع..! تخاف من الوقوف آمام المرآة كي لا ترى فيها وجهًا كان لك وصار عليك.. كي لا تشعر بالفصام بينك وبينه.. كي لا يلومك الذي فيها على ما فعلته فيه سوى أنك لم تفعل شيئًا له..! وما تفعل له وأنت مسكونٌ بوهم الشلل.. وأنت تعتقد أن كل خطوةٍ لك فوقها كلبشات وتحتها كلبشات.. الكلبوش يدخل في كتابتك بدل الفاصلة والنقطة وعلامة السؤال..!
أسبوع منصرم.. تحاول أن ترتاح منك ولكنك تتعبك وتثقل عليك وتودّ لو تحوّلت كل شعرة بيضاء في رأسك إلى دينار.. تودّ لو أن العرق الذي رشح منك في أسبوع تحوّل إلى دواء يشفي لك كل ما تشكو منه منذ سنين الهزائم..!
لا عليك.. هي الحياة.. وهذا أنت.. تصارعها ولا تصارعك.. تتوهم أنها تقاتلك وأنت لا تقاتل إلا طواحين هوائك.. ولكن ذاك لا ينفي أنهم يحاصرونك وأنت رفعت الراية البيضاء ألف مرّة فلا هم قبضوا عليك ولا هم قتلوك ولا هم تركوك تمضي لحال سبيلك..!
أيتها المرآة.. اعطني رجلًا يعرف كيف يعيش ولا يشقى..!