استطاع الحسين بن طلال الراحل العظيم رحمه الله ، بكل معاني القيادة و الريادة و الكفاءة و الاقتدار، و بكل معاني الإنسانية الجامعة و الأخلاق السامية والتضحية والثقة بالله وبالنفس و بالوطن و بالإنسان الأردني ، من بناء الأردن ؛ الدولة و النظام والانسان و التاريخ و التشريع والسياسة الحصيفة و العرف و العادة و الهوية والحاضر و المستقبل الذي ميزالأردن على الدوام .
و استطاع الحسين قيادة الاردن ، خلال اكثر من أربعة عقود من زمان الحروب و الأزمات في الصراع العربي الاسرائيلي و الحرب الباردة ، بنجاح مميز لافت لأنظار العالم و منقطع النظير في الوقت ذاته ؛ موازنا بين الضغوط التي كانت على الأردن من قبل القوميين العرب و الاتحاد السوفيتي و الدول الغربية و الكيان الاسرائيلي ؛ إذ أدى ذلك إلى تحول الأردن في نهاية ال ٤٧ عاما من عهده إلى دولة حديثة مستقرة سياسيا و اقتصاديا و أمنيا و اجتماعيا .
و بذل الحسين الراحل العظيم رحمه الله ، جهودا كثيفة و متزايدة لحل القضية الفلسطينية خلال أطول مدة حكم في إقليم الشرق الأوسط مما أظهره بمظهر صانع السلام في أدق لحظات معاناته و مقاومته للمرض و أثناء تلقيه العلاج ، و كامت جنازته الأكبر في التاريخ من حيث عدد زعماء الدول المشاركين في نهاية القرن العشرين .
هذا ما أشارت له جلالة الملكة رانيا العبد الله حفظها الله في قمة عالم شاب واحد في بلفاست مؤكدة على التضحيات الجليلة للحسين الراحل العظيم رحمه الله في صنع السلام و مواصلة جلالة الملك عبد الله الثاني المعزز حفظه الله في استكمال نهج صنع السلام فهذه هي الرسالة الخالدة لملوك بني هاشم منذ فجر التاريخ .
و استلهم " الحسين الثاني " الأمير الشاب المحبوب ولي العهد الأمين حفظه الله ، كل ذلك التاريخ العظيم لجده الحسين الباني ، و ذلك عبر دراسته للتاريخ الدولي و تجاربه بكافة الميادين العسكرية و الاستراتيجة و الأمنية و التنموية التي صقلت شخصيته تماما لتنبئ عن قائد شاب متميز في القرن الواحد و العشرين من طراز رفيع من طراز القادة الشباب من البناة الأوائل في عالم الذكاء الاصطناعي و الاقتصاد الرقمي ، وهذه هي مدرسة الهاشميين التي تعد القيادة الكارزمية لانخراطهم في قضايا شعبهم و أمتهم منذ بواكير حياته و حتى بلوغه الثلاثين من عمره المديد بإذن الله ، رحم الله الحسين الباني و جزاه الله خير الجزاء فما جزاء الإحسان إلا الإحسان ، و حفظ الله جلالة الملك عبد الله الثاني المعزز ، و وفق الله أميرنا الشاب المحبوب حسيننا الثاني وجه الخير و المحبة التي ورثها كابر عن كابر .