أيام قليلة جدا تفصلنا عن افتتاح جلالة الملك عبدالله الثاني للدورة العادية الثالثة والأخيرة لمجلس الامة بشقيه النواب والاعيان، وسط ارتفاع وتيرة انتخابات المكتب الدائم لمجلس النواب وعلى راس ذلك انتخابات رئيس المجلس.
النواب عبدالكريم الدغمي ونصار القيسي والرئيس الحالي للمجلس أحمد الصفدي يتنافسون على كرسي الرئاسة، فمن سيصل الي منصة رئاسة مجلس النواب في ظل معرفة النواب بان هذه الدورة هي الأخيرة من عمر مجلس النواب التاسع عشر.
لا شك أن الدغمي الذي سبق وان قاد المجلس في الدورة الأول من عمر المجلس يحظى باحترام وتقدير النواب وكذلك الحال بالنسبة للقيسي فهو شخصية دمثة الخلق وكلاهما له رصيد تحت قبة البرلمان لا يمكن التقليل منه.
إلا ان للصفدي له رصيد مميز عند النواب نتيجة لمواقفه الإيجابية التي يرويها نائب مخضرم ويكشف عما يدور في أروقة المجلس من أحاديث ومشاورات حول الشخص الذي يمكن أن يصل لكرسي الرئاسة من بين الثلاث مرشحين.
يقول النائب المخضرم: إن الصفدي خلال الثلاث سنوات الماضية من عمر مجلس النواب كان يصعد نجمه بين النواب لما يتمتع به من شخصية وطنية متزنة وقريبة من الجميع، وليس له "شلة" فهو يحترم الجميع ويتعامل معهم بدون تمييز، مما يدفع الكثير لدعمه ومساندته للوصول لرئاسة المجلس.
ويقدم ذات النائب مبررات دعم نواب للصفدي بالقول لا بد من اجراء مراجعة وتقييم للصفدي خلال رئاسته المجلس الدورة الحالية، فمن وجهة نظر النواب استطاع الصفدي ان يضبط المجلس بإدارته وحنكته، حيث لم يسجل طيلة فترة رئاسته أية مشاجرة تحت القبة، او مخالفة، او تلفظ بكلمات نابية من قبل أي نائب، إضافة الى انه رسخ سلوكيات مميزة تمثلت في لغة الاعتذار بين الحكومة والنواب وهي لغة لم تكن دارجة سابقا، حيث اعتذر الصفدي للحكومة ووزير العدل عندما نشب خلاف بين الوزير واحد النائب، في المقابل تقدم رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة بالاعتذار من رئيس وأعضاء مجلس النواب في جلسة علنية عن الخلاف الذي نشب بين وزير الزراعة ونائب، مما يؤكد على سعي الصفدي للحفاظ على هيبة المجلس، وهو ما انعكس إيجابا على الشارع الذي لم يكن حادا خلال رئاسة الصفدي مع مجلس النواب بل تراجع حجم الانتقاد غير البناء والشتم والذم للمجلس والنواب.
كما يجد النائب المخضرم ان الصفدي كان ناجحا بامتياز في ادارته للجلسات التشريعية والرقابية ولم يسعى الى تكميم افواه النواب، بل التزام بالدستور والنظام الداخلي في إعطاء النواب الحق الكامل بالحديث وتقديم المقترحات والتصويت عليها دون أي مخالفة تذكر، وهو ما أشار اليه رئيس مركز راصد الدكتور عامر بني عامر خلال مقابلة تلفزيونية، الذي تحدث عن نجاح الصفدي في إدارة المجلس .
كذلك ينظر النواب الداعمين للصفدي بحسب النائب المخضرم بانه استطاع ان يجعل مجلس النواب متواجدا في الشؤون السياسية والدبلوماسية واصبح اسم رئيس مجلس النواب الأردني حاضرا بشكل كبير عبر المراكز البرلمانية العربية والدولية من خلال التفاعل خارجيا، وهذا يعيد للمجلس مكانته المرموقة عربيا ودوليا.
ومحليا يعيد النائب التأكيد أن الصفدي كان متواجدا ومتفاعلا وحاضرا بمختلف القضايا المحلية التي تُناقش تحت قبة البرلمان او من خلال لجان المجلس، إضافة الى تواجده المستمر بالمناسبات التي تُقيمها مؤسسات المجتمع المدني والفعاليات الشعبية.
ويختم النائب حديثه بالقول جميع المترشحين لرئاسة مجلس النواب لهم الاحترام والتقدير، وكل منهم له شخصية مميزة وقادر على تقديم الكثير، ولكن نحن كنواب داعمين للصفدي لدينا رؤيا اقتبسناه من ادارته للمجلس خلال الدورة العادية الثانية مما يدفعنا اليوم الى التمسك بإعادة انتخابه مرة أخرى.