ان للحروب مباديء وتعاليم بدأت منذ ٥٠٠ عام قبل الميلاد وثقت عن المفكر الاستراتيجي (صن تزو ) ومن ثم في العصور الحديثه أمثال فوللر ١٩١٢، وموريس ١٩٢٩ ومونتجمري ١٩٤٥ ،وأن جميع المذاهب الفكريه العسكريه ادرجت مبدأ المفاجأه ضمن تعاليمها ومبادئها ويعتمد هذا المبدأ على الخدعه التي عادة ماتسبق مباغتة العدو حيث يمكن مبدأ المفاجأة للمهاجم باختيار الزمان( ساعة الصفر) ، واختيار المكان ، واختيار الهدف.وهذا المبدأ يعتمد اعتمادا كليا على العنصر البشري ومدى السرية ومهارة الخدعه وهذا رأي الشخصي وفي التاريخ امثله كثيره على مبدأ المفاجأة، مثل الهجوم الجوي الياباني على قاعدة بيرل هاربر البحريه عام ١٩٤١ الذي اجبر امريكا على دخول الحرب العالميه وغير وجه التاريخ ، وفي أكتوبر عام ١٩٧٣ فوجئت إسرائيل بالهجوم العربي الذي افقدها السيطره وكبدها خسائر ماديه ومعنويه جسيمه وتحطم فيه الخط المعجزه (خط بارليف) .
ان مناسبة كلامي هذا هو ماحدث في غزه وتطبيق هذا المبدأ بعيدا عن العواطف ومن وجهة نظر عسكرية. لقد اثبتت حماس والفصائل التي شاركت بالهجوم (المفاجئ) كما وصفه رئيس وزراء إسرائيل نفسه بأنها طبقت هذا المبدأ بكل حرفيه وإتقان ودقه ، ومما لاشك فيه ان هذا الهجوم سبقه تدريب بسرية تامه حيث قاتلو كما تدربوا ونفذوا كما خططوا وحققوا الأهداف وربما أكثر مما توقعو ، انها المفاجأة التي تفقد العدو السيطره وتفقده توازنه ويبقى في لحظات ذهول عاجز عن اتخاذ قرار متخبطا وينشغل بالقاء التهم هنا وهناك على قياداته مما ينعكس على المعنويات وتردي الحاله النفسيه لجنوده ، وتدفعه لاتخاذ قرارات متسرعه وخاطئه قد يدفع ثمنها باهظا ، وهذا اذا أسقط على الواقع الحالي في غزه فإن إسرائيل قد تدخل غزه برا ولو جزئيا لاسترداد بعضا من ماء وجهها والهروب الى الامام.
انها المفاجأه وإياكم أن نُفاجأ وكونوا حذرين متيقظين .