في ظل المستجدات بالحرب المجنونة من الاحتلال الأسرائيلي على غزة الصامدة وأزاء الصمت الدولي المريب الذي ينحاز لحقوق الانسان في كل العالم الا في فلسطين وغزة ، علينا أن نعي حقائق كبيرة ونكون في قمة الوعي الوطني لما يدور على الساحة الأقليمية والدولية في العمل لفرض أجندات سياسية على أرض الواقع ما بعد الحرب في تغيير الخارطة في منطقتنا وتأثيرها على وطننا الأردني . أولا نحن في الاردن وعلى الدوام أول من يسجل لشعبه العظيم هذه النصرة الدائمة لكل قضايا الأمة وعلى رأسها الوقوف مع أهلنا في فلسطين وغزة ودعم صمودهم بكل ما نملك ، وأن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى ، ليس هذا فقط على الصعيد الشعبي وأنما كذلك على الصعيد الرسمي . فكل من شارك وتابع الهبة الشعبية الاردنية بكل مكوناتة وأطيافه السياسية خلال الأيام الماضية كيف كانت المشاعر الوطنية الجياشة الصادقة والمتضامنة تجاه الأنتصار الذي سجلته غزة سواء كان ذلك بالمسيرات الكبيرة في مختلف محافظات المملكة ومشاركة كل الفئات الاجتماعية بعشرات الآف او بالتوجيهات الملكية بأرسال المساعدات العاجلة لأهلنا هناك في غزة وفلسطين . علينا وبكل المسؤولية الوطنية الصادقة ، ونحن اليوم أمام حرب فاشية حاقدة معلنة من حكومة صهيونية متطرفة بربرية بكل ما تحمل من معاني توسعية ، الا نقول وبالصوت العالي بأنه علينا أن نحافظ على وطننا الاردني الغالي بشتى الوسائل والأساليب التي تحمي بلدنا وتجنبه المخاطر القادمة ، من خلال وضع خيارات سياسية وطنية مفتوحة على كل الاحتمالات التي قد تواجهنا في قادم الأيام ، تتولى الدولة الاردنية بكافة أجهزتها ومؤسساتها الرسمية والشعبية التخطيط السليم واستلهام الرؤية الثاقبة والعقل الراجح لأتخاذ القرار الصائب ، وتكوين جبهة داخلية متينة موحدة بكل مكونات المجتمع الاردني تعمل على تعظيم الولاء والأنتماء للاردن والمحافظة عليه ، وكذلك أشراك النخب السياسية وقوى المجتمع الفاعلة الحريصة على مصلحة الأردن في صناعة القرار الوطني وصياغتة للمصالح العليا للاردن ، والدفاع عن وجوده وحدوده بكل ما نملك .
نعم علينا ان نكون بكل الحكمة والنباهة السياسية في التعامل مع هذا الأحداث الخطيرة جدا وفي هذه الاوقات تحديدا التي يعمل فيه عدونا الغاصب ليل نهار ويعد الف مؤامرة ومؤامرة لأنجاز كامل مشروع دولتة على حساب الاردن . نعم الواجب الوطني يقتضي منا أن نحافظ على وطننا الاردني بكل ما نملك ، وندرك كم قدم الأردنيين من الشهداء في كل مرة يستوجب فيها الدفاع والنضال من أجل فلسطين وأستعادة حقوقه المختصبة من الاحتلال الصهيوني البغيض ، ولعل مواقفنا وتضحياتنا في الدفاع عن فلسطين وقضايا أمتنا وهذا "واجب مقدس علينا" ويعرفها القاصي والداني . ولعلنا نعرف وندرك الآن حقائق كثيرة أننا أصبحنا في الاردن لوحدنا في الميدان بالصراع العربي مع اسرائيل ، فلم تعد هناك أمة عربية تساند مواقفنا وتقوي من وجودنا ، وتدعم صمودنا امام محتل غاصب . علينا أن نكون في هذه المرحلة الصعبة على قلب رجل واحد ، نختار أفضل الحلول لتجنيب الاردن تلك المخاطر الحقيقية المحدقة بنا ، والحرائق الكبيرة والدمار من حولنا الى ان يشاء الله بكل الخير لوطننا وشعبنا العظيم وينصر أهلنا في غزة انه نعم المولى ونعم المجيب.. ايمن البركات