كتب : د. فلاح القلاب العموش
منذ اكثر من 1400 عاما على وفاة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام خاتم الانبياء , والمجتمع الاسلامي يخوض معارك ضارية في نشر الاسلام وصد الطغيان والضلال والاستبداد والاستعباد في اقاصي الارض , واجه المسلمون المغول والتتار والبيزنطيين والروم والكفار في كافة انحاء الارض , وكان دوما عدد الاعداء يفوق اعداد المسلمين مئات الاضعاف ورغم ذلك كان المسلمون ينتصرون ويسطروا التاريخ باعظم الانتصارات في سبيل الله , وكانت عقيدة الجهاد دافعا رئيسا لحماية ونشر دين الله الاسلام , ومرت الدول الاسلامية في مراحل من الضعف ما فسح المجال امام قوى الطغيان باعادة استعمار دول العالم الاسلامي , ومنذ اكثر من مئة عام ابتدأت قوى الشر ترسم مخططاتها الجديدة لاعادة اخضاع العالم الاسلامي لسلطتها وسيطرتها وكان اهمها احتلال دولة فلسطين , حتى خمد العالم الاسلامي لمدى مئةعام تقريبا , حتى يأس المسلمون من الاوضاع وبدأ المجاهدون الغيارى على دين الله بتكوين جماعات وفرق لاستعادة انتصارات المسلمين وتحرير رقاب المسلمين وارضهم من ايدي المحتلين الغاصبين , وهنا جاءت مقاومة بحجم كون في رقعة محاصرة وامكانيات بدائية خططت ووضعت استراتيجيات عسكرية محكمة ومدروسة لرد العدوان , وفي المقابل ما يسمى كيان اسرائيل هذا الكيان المتطور ذا السلطة الدولية والامكانات المهولة في التطور والتكنولوجيا والتقدم , وذا الدعم الدولي الامريكي والاوروبي , هنا بدأ طوفان الاقصى والذي كان جاهزا للتعامل مع كافة السيناريوهات والذي في تصوري قد رصد لهذة المعركة اكثر من مليون شهيد في سبيل تحرير فلسطين , اذ ان قطاع غزة يقارب عدد سكانه المليونين , والذين تجمعهم وحدة الهدف وعقيدة الجهاد وسميت غزة هاشم لوجود قبر جد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام هاشم بن عبد مناف , وهذة القوة التي لا تتجاوز فيلق او مجموعة كتائب في اي جيش , تواجه دولة وجيش منظم تخترق اجهزته وقدراته وتنكل به تنكيلا , وفي ظل الدعم الدولي لدولة الاحتلال , تقف الدول العربية والاسلامية موقف المشاهد وتكتفي بالتحذير والتنديد والمطالبات الضعيفة بينما شعوب هذة الدول كان موقفها واضحا من كل ما يحدث ووقفت وقفة المسلم العربي الغيور على اخيه وعلى دينه وارضه , انها المقاومة التي اعادت شوكة المسلمين ورفضت كل ممارسات الاحتلال بالرد العسكري وبالتنفيذ المدعوم برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ونذروا انفسهم وابناءهم وعائلاتهم شهداء في سبيل الله , سقطت هيبة اسرائيل وبانت الصورة الحقيقية لامريكا ومواليها , انها ليست النهاية وان ما حدث هو نصر بحد ذاته , وسير نحو افق جديد واشارة لدول كثيرة بان المقاومة ليست بحاجة احد ولا تنتظر من الاخرين سوى المناصرة , وندرك ان ما حدث سيغير من عقيدة الاجيال القادمة التي عاشت ردحا من الزمن في عالم افتراضي بعيد عن الواقع , فكل منها عليه ان يدرك انه بلحظة قد يفقد كل ما يملك من الهاتف وحتى امنه وبيته , ونحن في الاردن قيادة وحكومة وشعبا منذ امد طويل نعتبر القضية الفلسطينية قضيتنا جميعا وقضية ابنائنا واجيالنا , ولا اعتقد ان هناك عربي او مسلم لم يتحرك دمه وغيرته على ما جرى في غزة وانه لو فتح باب الجهاد لسار الجميع للمشاركة بالمعركة لو لم يمتلك سوى سلاحة البدائي البسيط , نصرة لاخواننا في فلسطين ونصرة لدين الله , ومؤمنون بوعد الله مهما كانت الصورة حاليا وبانه حتى لو انتهت حماس سيخرج الله من صلب المسلمين من هو اقوى واقدر من حماس , النصر لغزة ولفلسطين وللمسلمين ..