الفنان الراحل محمد الدفراوي يعد واحدا من الفنانين المبدعين والمحترمين الذين تركوا أثرا طيبا لدى المشاهدين، وقد برع في جميع الأعمال التي شارك بها في المسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة على حد سواء، وله عدد كبير من الأدوار والأعمال التي ما زالت عالقة بالأذهان حتى اليوم، وهذا الفنان العملاق كان يبكي باستمرار في أواخر أيام حياته وقبل أن نذكر سبب بكائه دعونا نتذكر معا بعض أعماله.
والفنان محمد الدفراوي اشتهر بأدائه القوي واختياراته المتفردة للشخصيات التي كان يجسدها في أعماله الفنية، والتي كانت في معظمها تجسيدا لشخصية الرجل الشديد القوي، ففي المسرح مثلا كان نجما من نجوم المسرح القومي وشاهدناه يجسد شخصية السلطان القوي في مسرحية "السلطان الحائر"، وفي السينما نتذكره في تجسيده شخصية رجل البوليس السياسي في فيلم "غروب وشروق"، وفي شخصية القائد الكبير في سلاح البحرية في فيلم "الطريق إلى إيلات"، ولا ننسى كذلك دوره الأشهر الكينج أو الملك في فيلم "سلام يا صاحبي، أما في التليفزيون فقد تعددت أدواره القوية، ونذكر منها على سبيل المثال دور فرعون موسى في مسلسل "محمد رسول الله"، ودور أبو جهل في مسلسل "على هامش السيرة"، وكذلك دور رئيس جهاز المخابرات المصرية في مسلسل "رأفت الهجان"، هذا بخلاف العديد من الأدوار التي أداها في أعمال أخرى جسد من خلالها شخصية الرجل القوي الذي لا يهاب ولا يخشى أحدا، وحدث أن أصيب الفنان محمد الدفراوي في أواخر حياته بمرض الكبد، كما أصيب بكسر مضاعف في الفخذ بعد سقوطه في أحد الأيام من على سلالم المسرح أثناء الاحتفال بذكرى تأميم قناة السويس، وهذا الأمر جعله ملازما للسرير ولا يخرج من بيته إلا حينما يذهب لمعهد ناصر للعرض على الأطباء طلبا للعلاج، وتروي السيدة أرملته أنه في أواخر أيام حياته كان لا يستطيع الوقوف أثناء الصلاة بسبب مرضه والكسر المضاعف في فخذه، وكان يضطر أن يؤدي فريضة الصلاة وهو مستلق على فراشه، وأكدت أن هذا الأمر كان يؤثر فيه بشدة ويجعله يبكي بكاء حارا باستمرار، حزنا لعدم استطاعته الوقوف أثناء أدائه الصلاة، وكيف أنه أصبح لا يستطيع أن يؤدي فرض الله كما هو مطلوب منه. فإن كنت واحدا ممن تابعوه وشاهدوه وأحبوا أعماله الفنية اذكر لنا عملا فنيا برز فيه وأحببت الشخصية التي جسدها فيه.