وجه اللواء الركن المتقاعد الدكتور محمد خلف الرقاد مدير التوجيه المعنوي الأسبق وأستاذ العلوم السياسية رسالة إلى الأهل في غزة هاشم وفي القدس وأكناف بيت المقدس ، وفيما يأتي نص الرسالة :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين
قال تعالى : ﴿وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فأولئك مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيل .... إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أولئك لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ صدق الله العظيم 40 ، 41 من سورة الشورى
من الأردن أرض الحشد والرباط..... من أرض الموقف والمبدأ .... نقول للأشقاء في فلسطين المحتلة : سلام على غزة هاشم ... سلام على القدس وأكناف بيت المقدس .... سلام على جنين وعلى بيت لحم ونابلس والخليل...
من عمان الإسلام السمح ... والعروبة الحقة .... نسلم على أرواح الشهداء الذين قضوا وهم يرفعون الظلم عن الوطن والأمة ... وعن الأهل في غزة وكل فلسطين... وقد تكالبت الأمم وقيادات العالم الظالمة على فلسطين وأهل فلسطين .... ووقفت زوراً وبهتاناً إلى جانب الظلم ... وناصرت أطماع الصهيونية العالمية ..
أيها الأخوة ..
نسلم على أرواح الشهداء .... ونحيي صمود وبطولات الأهل والأشقاء في غزة .... لقد كسرتم شوكة الحصار ... وقلبتم معايير الاستراتيجيات السياسية والعسكرية الضالة المظلة... وحققتم المفاجآت الاستراتيجية والتعبوية ... وقلبتم معايير العصر والنصر... وحطمتم أساطير المسلمات الاستراتيجية....على الصعيدين السياسي والعسكري .. وهزمتم الظلم والباطل والتعنت والبعبع الصهيوني في عقر داره ...ونقلتم المعركة إلى عمق الأعداء ... وفاجأتم العالم ... وأعدتم قضية العرب والإسلام ... قضية فلسطين إلى الواجهة من جديد...
لقد تحديتم كل التقنيات العسكرية ... وكشفتم زيف الحرب النفسية ... وأطلقتم ناقوس الخطر الصهيوني .... فاستيقظ العالم مذهولاً ... يهذي بعض قادته بلا وعي ... وقد قذف الظالمون حمم ظلمهم وحقدهم ... وكشفوا تعنصرهم وانحيازهم إلى جانب الظلم والطغيان والغرور الإسرائيلي... وانتهجوا كل أساليب الحرب النفسية القذرة ... وسلكوا كل مسالك الكذب الوعرة .... وها هم يهددون باحتلال غزة من جديد ... ويرغمون أهلنا على الهجرة القسرية إلى حيث ... لا مأوى ولا طعام ولا أمان ... ضاربين عرض الحائط بكل معاني الإنسانية ... والأعراف والقوانين الدولية...وقوانين الصراعات المسلحة.. ليحققوا هدفاً معروفاً لم يعلنوه من قبل بتفريغ غزة من أهلها ... الأمر الذي يرفضه العرب والمسلمون ... ويرفضه الفلسطينيون قبل الغزيين ... مثلما يرفضه أنصار الحق والحرية والديمقراطية ... والعالم أجمع ... فإذا كانت إسرائيل تملك ألوية من الحديد والنار... فانتم تملكون إرادة وعزيمة...وإيماناً وعقيدة بقلوب من فولاذ...تزلزل كل معتدٍ ظالمٍ جبار...
واليوم يقف الأردن – كما هو عهده - بأهله وشعبه وبقيادته الهاشمية الشجاعة ... يقفون إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين ، وقد أعلنها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين صريحة في مجلس الأمة قبل عدة أيام بأن الأردن... لن ولم يتخل عن واجبه تجاه الحق الفلسطيني وتجاه القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.. ولن يتهاون في الوقوف إلى جانب الحق العربي في فلسطين ... ولن يتأخر في حشد الجهد الدولي لدعم حق الأشقاء الفلسطينيين في إنشاء دولتهم الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على ترابهم الوطني الفلسطيني وعلى حدود الرابع من حزيران عام 1967م .... وعاصمتها القدس الشرقية ... وما زال جلالته يجوب العالم منادياً بأن لا سلام آمناَ وكاملاً وشاملاً إلا بحل الدولتين ... والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ...هذا هو الثابت لدى القيادة الهاشمية ...الحريصة على تنفيذ الوصاية الهاشمية لحفظ القدس والمقدسات ..
إننا هنا في الأردن ... نقف خلف قيادتنا الهاشمية في دفاعها ومواقفها ومناصرتها للحق الفلسطيني ... وندعو الله أن يكلل بالنجاح مساعي جلالة مليكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين وهو يجوب العالم لوقف التصعيد الصهيوني في غزة .. ويرفض التهجير للغزيين .... ويحشد الجهد لتهدئة الأوضاع ... ووقف التهجير القسري لأهلنا وأشقائنا الفلسطينيين في غزة ...
أيها الأخوة ... قلوبنا مع الأقصى والقدس الشريف ... ومع غزة الصمود والبطولة والنصر والكرامة... اللهم ثبت أقدامهم...اللهم سدد رميهم... اللهم ارحم شهداءهم ... واشف مصابيهم وجرحاهم...اللهم بث الرعب والخوف في قلوب الصهاينة الظالمين ... وستظل الأرض العربية الفلسطينية عصية على أحلام الصهيونية التوسعية ... وكم من فئة صالحة قليلة غلبت فئة ظالمة كثيرة ... وما النصر إلا من عند الله...